ربما يُصاب البعض بالعطس عند الانتقال من مكان مظلم إلى مكان فيه نور ساطع، وقد توصل عدد من الباحثين إلى اكتشاف أن السبب وراء هذا التصرف هو عامل وراثي. وتُؤثر هذه الحالة التي تُسمى العطس الضوئي على واحد من كل أربعة أشخاص.
هل تقوم بالعطس عند تعرضك لأشعة الشمس؟
تعزى الإصابة بهذه الحالة إلى تغيّر نكليوتيد واحد من جزء واحد في الحمض النووي. ورغم ما تم التوصل إليه من نتائج، فإن الباحثين لا يزالون يجهلون سبب تطور هذه الحالة منذ البداية.
ووفقاً للدكتور ديريك مولر، قام باحثون في جامعة ستانفورد وشركة اختبار الجينات “23andMe” بتعقب أثر تغير نكليوتيد الحمض النووي في الكروموسوم الثاني، من خلال إجراء دراسة عبر الإنترنت، تضم 1000 مشارك.
وأخبر المشاركون الباحثين ما إذا كانوا مصابين بالعطس الضوئي أم لا. وعلى أثر ذلك، تم تحليل الحمض النووي لهؤلاء الأشخاص وإجراء مقارنة بين مختلف النتائج.
وفي ضوء هذه المعطيات، وجد الباحثون أن الأشخاص المصابين بالعطس الضوئي يتشاركون أمراً واحداً، والمتمثل في تحول نكليوتيد واحد من حمضهم النووي، أي نكليوتيد C عوضاً عن نكليوتيد T. ويتجسد هذا النوع من التحول الجيني، الذي يُعرف بتعدد أشكال النكليوتيدات المفردة، في منطقة معينة أي تتحول الشيفرة الجينية بشكل طفيف.
وقبل انطلاق أبحاث الدكتور مولر حول العطس الضوئي، ساد الاعتقاد بأن هذا الفعل غير الإرادي قد يمثل ميزة من الناحية التطورية بالنسبة للأشخاص المصابين به. وفي هذا السياق، قال الدكتور مولر: “العطاس يعد وسيلة لنقل الأمراض، حيث يحمل المخاط البكتيريا التي قد تسبب السل والتهاب الحلق، أو الفيروسات التي تسبب الحصبة والنكاف والحميراء والأنفلونزا”.
وأضاف، إنه “إذا كان الإنسان يعيش في كهف رطب ومظلم، فإن البكتيريا التي تصاحب المخاط الناتج عن العطاس، قد تعيش ساعات وربما عدة أيام في محيطه، وهو ما يزيد احتمال نقل الأمراض للآخرين”.
وبيّن أنه في حالة العطس الضوئي، سرعان ما يجف المخاط الذي يخرج من الأنف عند العطاس. ويعود هذا الأمر إلى تعرض المخاط للأشعة فوق البنفسجية الضارة للشمس، التي تقوم بقتل البكتيريا؛ ومن ثم تراجع خطر نقل الأمراض بشكل كبير.
ولا يعتقد الدكتور مولر أن هذه الحالة تمثل ميزة تطورية كبيرة، وإلا لما كان الجميع لديهم هذه الميزة. وأشار إلى أن هذه الحالة قد تكون نتيجة إحدى الطفرات العشوائية التي تحدث بمرور الوقت وتغذي نفسها؛ لأنها لا تمثل أمراً جيداً أو سيئاً من الناحية التطورية.