إذ كُنت تُخطط لرحلة طيران، فإنك ستفترض بأن الطائرة ستسير نحو وجهتها المُقابلة في خط مستقيم وهو ما سيجعلها تصل بشكل أسرع، كما أننا نعلم جميعاً بأن أقصر مسافة بين نقطتين هي أن تكون بخط مستقيم، أليس كذلك؟
في حين أن هذا يبدو منطقياً إلا أن الطائرات في الواقع تسير في خطوط مُتعرجة ومُنحنيّة عند النظر إلى مسارها على الخارطة، سواء من خلال تطبيقات ملاحة الطيران أو أنظمة تتبع الطائرات في المطارات.
لماذا لا تطير الطائرات في خطوط مستقيمة؟
على سبيل المثال، فإن الرحلة التي تنطلق من لوس أنجلوس إلى آسيا سوف تسافر في شكل قوس من شأنه أن يمر بأجزاء من ألاسكا وروسيا.
ما السر في ذلك؟ ولماذا لا تطير الطائرات بشكل مستقيم؟ هل الأمر مُتعلق بسرعة الرياح التي تواجه الطائرة في السماء؟ أم أن المشكلة من الطيارين الذين لا يستطيعون توجيه الطائرة بالشكل الصحيح؟ أم أن للجاذبية دور في ذلك؟
حسناً، في حين أن الجاذبية لا تزال تسحب الطائرة قليلاً أثناء الرحلة، إلا أن ذلك لا يمنع الطائرة من التحليق في خط مستقيم. كما أن الطيارين لا يُلامون، إذ إنهم يقومون بعمل جيد في السيطرة على الطائرة، وحتى الرياح السريعة أيضاً لا علاقة لها بهذا الأمر.
مسارات الطيران للطائرات تبدو غريبة عندما نراها على الخريطة المُسطحة لعدة أسباب. خلافاً لما اعتقده المستكشفون منذ مئات السنين، فإن الأرض ليست مُسطحة، بدلاً من ذلك فإنها كُرويّة الشكل وجميعنا نعلم ذلك.
وعندما يتم فرّد الشكل الكروي إلى خرائط مُسطحة، تحدث هناك بعض التشوهات، وهذا ما نراه في مسارات الطائرات.
تلك المسارات الجوية المُنحنية على الخرائط المُسطحة تبدو مستقيمة تماماً إذا ما نظرنا إليها على الكرة الأرضية بشكل واقعي، بل وإنها تُتعبر المسارات الأفضل.
لإثبات ذلك، بدلاً من الاعتماد على الخرائط المُسطحة، تتبع مسارات الطائرات على كُرة كبيرة تُمثل انحناء الأرض، فإنك ستجد بأن الالتفاف الطويل على الخريطة المُسطحة هو في الواقع أقصر مسافة عند السفر حول الكرة الأرضية جواً.
