طب و صحة

هل سمعت من قبل بـ “الصرع الموسيقي” ؟

الصرع هو مشكلة عالمية تُصيب حوالي 2 – 3% من سكالن العالم. 75% من حالات الصرع تبدأ قبل سن المراهقة عادةً. وغالبًا ما ينتج الصرع عن أسباب وراثية، أو وظيفية، أو الإصابة بمرض يؤثر على الجهاز العصبي، وفي ظروف غامضة تكون الأسباب مجهولة. ومع تعدد مسببّات وأنواع الصرع، فهل سمعتَ من قبل بحالة الصرع الموسيقي ؟

 

ما هو الصرع الموسيقي ؟

يُعتبر الصرع الموسيقي شكلًا نادرًا من أنواع الصرع الانعكاسي. والصرع الانعكاسي يعني ما تكون فيه النوبات محرّضة بمنبّهات حسية مثل الموسيقى أو الحركة أو الضوضاء المفاجئة والقراءة، وكذلك لمس أو رؤية جسم ما.

صرع موسيقي

وكما يُوحي اسمها، فإن المصاب بالصرع الموسيقي يتعرّض لنوبات بؤرية مثل تشنّجات أو خدل في منطقة محددة من الجسم، كضعف في اليد اليُسرى أو القدم اليُمنى، أو الشعور بوخز في أحد الأطراف عند الاستماع للموسيقى! وعلى الرغم من غرابة وصف الحالة، لكن أول وصفٍ لحالة بالصرع الموسيقي كان في عام 1605، عندما وصف الفيلسوف الفرنسي “جوزيف غوستوس سكاليغر” الحالة حينها. وظهرت منشورات لاحقة بالحالة في القرن الثامن عشر للميلاد، ومنها ما نشره الطبيب الألماني “صموئيل شارشميت”، وما نشره الطبيب البريطاني “جون سي كوك” في عام 1823. كما نشر عالم الأعصاب والصرع البريطاني “ويليام ريتشارد غاورز” عن حالة الصرع الموسيقي في القرن التاسع عشر وتحديدًا عام 1881.

وتعددت منشورات الأطباء والعلماء عن هذه الحالة الغريبة، حتى صاغ عالِم الأعصاب البريطاني “ماكدونالد كريتشلي” المُصطلح للمرة الأولى عام 1937، وهو أول من صنّفه ضمن أشكال الصرع الانعكاسي.

الصرع الموسيقي

معظم من عانوا من مرض الصرع الموسيقي اختبروا نوبات بؤرية مع أو بدون فقدانٍ في الوعي بمجرد التفكير أو تشغيل موسيقى محددة للغاية كانت ذات محتوى عاطفي، وتطوّرت النوبات في بعض الأحيان إلى نوبات توترية. والمقصود بالنوبات البؤرية ما يُعانيه بعض مرضى الجهاز العصبي من عِلل أو تشنجات أو وخز في مناطق محددة من الجسم، وقد يصل الأمر إلى شلل في أحد الأطراف عند التعرّض للنوية.

وعند إلقاء نظرة تشريحية على الدماغ البشري، فإن الجزء الموسيقي يُوجد غالبًا في الفص الصدغي الأيمن للأشخاص غير الموسيقيين، إلا أن بداية النوبة قد يكون في النصف الأيسر. وكما ذكرنا بأن حالة الصرع الموسيقي نادرة بين أنواع الصرع الأخرى، فقد وُثّق إصابة 100 حالة حتى الآن، 75% منهم كانوا مصابين بصرع الفص الصدغي. ووُثّقت حالات عولجت جراحيًا، وأدّت الجراحة إلى تخلصٍ كامل من النوبة الصرعية.

ما يتوجّب قوله عزيزي القارئ أن الصرع دون غيره من الأمراض مرتبط فى أذهان الكثيرين بعشرات الخرافات والخزعبلات، يحاولون تفسيره على ضوئها بغير علم. ولعل أبرز الخرافات الشائعة حول الصرع الادعاء بأنه ناتج عن قوى خفية أو أرواح شريرة تلبس المريض وتقضى به إلى الجنون وشذوذ الشخصية وارتكاب الجرائم.

لكن مرض الصرع هو مرض عصبي له علاجه وطُرق التعامل مع المريض بشكلٍ لا يُحلق الأذى بنفسه أو بالمحيطين به. ويُمكن أن تطلّع على العلاج بقراءة آلاف المقالات عن ذلك على الإنترنت.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

ماذا تعرف عن شلل النوم أو الجاثوم؟

هل ينسى مرضى الزهايمر كل شيئ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى