بغض النظر عن القدرة على الصمود التي نعتقد أننا نتمتع بها، يمكن للإجهاد والضغوط أن تُسبِّب أضراراً جسيمة مزمنة حال استمرارها.
بدءًا من التعرض لضغوط العمل وصولاً إلى الأعباء المنزلية، هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تكافح باستمرار حتى تخلد للراحة في نهاية يوم طويل. والنتيجة أنك تسقط في دوامة من الإجهاد قد لا تستطيع الخروج منها.
في بريطانيا، توصلت دراسة حول الصحة والسلامة والبيئة HSE أن أكثر من نصف مليون شخص يعانون من الإجهاد المرتبط بالعمل.
ماذا يحدث لجسمك عندما تعيش دون ضغوط لمدة أسبوع؟
تقول الطبيبة كيم غلاس، الممارسة العامة لدى عيادة بوبا للرعاية الصحية:”إن الإجهاد هو الطريقة التي تستجيب بها أجسامنا لأي نوع من المتطلبات أو التهديدات”. فهو يسبب تغيرات جسدية تساعدنا على مواجهة هذه التحديات، لكن التعرض للإجهاد أكثر من اللازم قد يكون ضارًا بصحتنا.
قد يؤثر ذلك سلبًا على النوم والنظام الغذائي وصحة القلب والصحة العقلية وغيرها، وكلها ضرورية كي نخوض حياة أكثر صحة وسعادة.
توضح الدكتورة غلاس المدى الكامل للأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدث لصحتك الجسدية والذهنية إذا ما تخلصت من التوتر لمدة سبعة أيام.
نوم أفضل
التقلب في السرير والتحديق في السقف لساعات طويلة، وأنت تحاول جاهداً الخلود إلى النوم بهدوء لأن كل ما يمكنك التفكير فيه هو قائمة مهام الغد. تقول الدكتورة غلاس، “يجد معظم الأشخاص الذين يعانون من نوبات من الإجهاد صعوبة في الخلود إلى النوم أو الاستمرار في النوم طوال الليل. ويرجع هذا إلى أن الضغط النفسي يسبب فرط النشاط، والذي يمكن أن يخل بالتوازن بين النوم والاستيقاظ.
هذا الوضع ليس مزعجاً وحسب، بل قد يكون خطراً على صحتك مع مرور الوقت، حيث أن الحرمان من النوم المستمر يمكن أن يعرضك لأخطار صحية خطيرة، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري.
نظام غذائي محسن
في أوقات التوتر، كثيراً ما يلجأ الناس إلى الأطعمة السكرية أو الغنية بالدهون كطريقة لمواجهة الإجهاد. تقول غلاس، “عندما نكون تحت ضغط، تميل أدمغتنا إلى اشتهاء الأطعمة المريحة. من المرجح أننا نريد تناول وجبة خفيفة من الشوكولاته وغيرها من الأطعمة التي تزودنا بمادة الدوبامين، والمعروف باسم هرمون السعادة والمكافأة.
في عالم بلا ضغوط، يمكننا أن نكون أكثر إدراكاً لنظامنا الغذائي.
صحة عقلية أفضل
“إن عدم التعامل مع مشكلة الإجهاد قد يؤدي إلى استمرار الضغط على الجسم والعقل، الأمر الذي يمكن أن يسهم في ظهور الاضطرابات العقلية، مثل القلق والاكتئاب”، حسبما تقول غلاس. تُشبِّه غلاس الإجهاد بسيارة تسير باستمرار في المسار السريع، مما يؤدي إلى تآكل المحرك وتلفه.
عندما تكون حياتك خالية من التوتر، فغالبًا ما تفكر بشكل أكثر وضوحًا، وتجد نفسك أكثر استعدادًا لاتخاذ القرارات الصائبة، ولديك نظرة أكثر إيجابية تجاه ما يجري حولك سواء في العمل أو المنزل.
تخفيف الضغط على القلب
يعرّض الإجهاد المزمن أجسامنا لمستويات غير صحية من الأدرينالين والكورتيزول، الأمر الذي قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وتنصح غلاس قائلة “إن أسبوعًا خاليًا من التوتر يقلل من الضغط على قلوبنا، لذا من المهم التفكير في الحصول على الراحة والاسترخاء عندما تصبح الأمور صعبة”.
زيادة الإنتاجية
يمكن أن يمثل الإجهاد والإنتاجية حلقة مفرغة. لنأخذ العمل على سبيل المثال: يمكن أن يسبب الإجهاد إلى التغيب، مما يؤدي إلى تأخير العمل ويزيد بالتالي من الإجهاد.
في أماكن أخرى، قد تجد نفسك تؤجل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو قطع الحشائش، أو غيرها من المهام التي عادة ما تقوم بها مباشرة. من المؤكد أن الأسبوع الخالي من الإجهاد سيزيد من إنتاجيتك ويجعل التحديات أكثر قابلية للتحقيق ويتركك على أهبة الاستعداد لإنجاز أي مهمة تواجهك.