إن كنت من متابعي كرة القدم، ربما لاحظت من قبل كيف أن عدد كبير من اللاعبين يقومون بمضغ العلكة أثناء المباريات أو التدريبات. لا يقتصر الأمر على لاعبي كرة القدم، بل إن مضغ العلكة سلوك شائع تقريبًا لدى الرياضيين في الألعاب الأولمبية والرياضات المختلفة. فهل ذلك للتباهي فقط؟ بالتأكيد هناك سببٌ آخر!
لماذا يحرص اللاعبين على مضغ العلكة أثناء اللعب؟
من كان يظن أن لمضغ العلكة تأثيرات على الدماغ والإدراك؟ فقد أوجدت الدراسات صلة بين المضغ ووظائف الدماغ.
عندما نمضغ شيئًا ما، فإن المستقبلات الموجودة في فمنا والتي تستشعر التذوق والضغط من حركات الفك تبدأ بإطلاق وإرسال إشارات كهربائية إلى الدماغ.
تنتقل إشارات الجهاز العصبي الكهربائي إلى الدماغ الذي يعمل على فهم هذه الإشارات. هذا النشاط الدماغي الإضافي يضع العقل في حالة أكثر يقظة، ولهذا السبب يتحسن التركيز.
بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة نشاط الدماغ تعني المزيد من الطاقة لعمليات الأيض الذهني، وبالتالي يزداد تدفق الدم إلى الدماغ أثناء المضغ.
كما أن زيادة الطلب على الدم من الدماغ يجعل القلب ينبض بشكل أسرع حتى يتمكن من توفير ما هو مطلوب.
لتلخيص ذلك، فإن المضغ ينشط المستقبلات في اللثة التي ترسل المعلومات إلى الدماغ، وزيادة معدل ضربات القلب يسمح للعضلات بتلقي المزيد من الدم.
هل يعني ذلك أن بذل مجهود أكبر في المضغ يسبب تركيزًا أفضل؟
نعم،، إلى حدٍ ما. يزيد مضغ العلكة القاسية الانتباه أكثر من العلكة اللينة. وبالمثل، فإن مضغ العلكة المنكهة أفضل للأداء الإدراكي، حيث إنها تنشط مستقبلات في الفم أكثر من مضغ العلكة الخالية من النكهة.
هذا هو السبب في أن العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين ولاعبي كرة السلة يمضغون العلكة. يساعدهم ذلك بالتفكير بشكل أسرع ويسرع أفعالهم وردود أفعالهم.
مضغ العلكة يقلل من مستويات التوتر
يحدث نشاط الدماغ الناتج عن المضغ في قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة الدماغ خلف جبهتنا مباشرة. بمجرد تحفيز هذه المنطقة، فإنها تجعل الخلايا العصبية السيروتونينية تشتعل. تفرز هذه الخلايا العصبية مادة السيروتونين، وهو ناقل عصبي يريح العقل.
مع انخفاض مستويات التوتر، يصبح بإمكان الرياضيين اتخاذ قرارات أفضل في منتصف اللعبة، كاختيار التمريرة الأمثل أو القيام بالحركة الأفضل في الأوقات الحرجة.
كما أن المضغ يساعدهم على إبقاء مستويات القلق تحت السيطرة خلال المباريات الكبيرة.
الحفاظ على رطوبة الفم
يركض معظم الرياضيين باستمرار طوال المباراة أو الحدث، الأمر الذي يسبب جفاف الفم بوتيرة أسرع من المعتاد، مع عدم القدرة على شرب الماء باستمرار في أي وقت.
عندما تمضغ علكة، فإن فمك ينتج اللعاب، وهي استجابة الجسم الطبيعية، حيث يحتوي اللعاب على إنزيمات تساعد في تكسير الطعام.
اللعاب عبارة عن ماء بنسبة 99٪، لذا فهو يساعد على إبقاء الفم رطبًا ويوقف جفاف الفم. يساعد هذا أيضًا اللاعبين في الحفاظ على مستويات عطشهم في الحد المحتمل.
الآن بعد التعرف على أحد أسرار الرياضيين للتركيز وكبح التوتر، ربما ترغب بالاحتفاظ ببعض العلكة في حقيبتك لمضغها قبل كل اختبار!
اقرأ أيضًا:
لماذا يُنصح بمضغ علكة على متن الطائرة؟
5 فوائد للعلكة ستجعلك مدمناً عليها