مع اهتمام الكثيرين بمصاصي الدماء في الآونة الأخيرة، نظراً لظهورهم بشكل كبير في السينما وعلى التلفزيون وغيرهما، قد يتساءل البعض إذا كان البشر يستطيعون البقاء على قيد الحياة عند شرب الدم ؟ أو بشكل آخر، ما الذي يحصل لأجسادنا عند شرب الدم؟
ماذا يحدث لجسمك عند شرب الدم ؟
لعل أكثر الأسئلة تتداولاً بين الناس، هل شرب الدم آمن؟ حسناً، عند شرب كميات صغيرة جداً (مثلاً، بضع ملاعق صغيرة)، وإذا كان الدم خالي من مسببات الأمراض (مثل العديد من الأمراض التي تنتقل عبر الدم) فإن ذلك قد لا يضرك. أما غير ذلك، فهناك احتمالات أخرى.
الحقيقة الغريبة أن عملية شرب الدم هي سامة. الدم ضروري من أجل الحياة، لكن عند تناوله فهذه قصة مختلفة. وفقاً لموقع لايف ساينس، فإن السموم لها جرعات، وإن القليل من السم لا يؤدي بالضرورة إلى الموت، ولكن كلما زادت الكمية يزداد الخطر.
لأن الدم غني جداً بالحديد، فإن الجسم يعاني عندما تزيد هذه النسبة، وبالنظر إلى الحيوانات التي تتناول الدم بانتظام فإنها تعي خطر الجرعات الزائدة من الحديد. في حين أن الحديد ضروري لحياة جميع الحيوانات، إلا أن جرعات عالية منه تكون سامة. وهذا الأمر يُعرف بمرض “الاصطباغ الدموي”، والذي يؤدي إلى تلف الكبد، وتراكم السوائل في الرئتين، والجفاف، وانخفاض ضغط الدم، والاضطرابات العصبية.
مع ذلك، فإن هناك بعض البشر يتغذون على الدم، يشير جون ادغار براوننج من معهد جورجيا للتكنولوجيا، في مقال لبي بي سي، إلى أن الآلاف من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية يشربون الدم لأسباب مختلفة، ودون وجود آي آثار سيئة في سلوكهم، لكنهم ربما لا يبالغون كثيراً في وجبات الدم.
خلافاً للبشر، هناك بعض الحيوانات لديها آليات متخصصة في هضم الدم. وفقاً لكاثرين رامسلاند في كتابها “علم مصاصي الدماء”، فإن الخفافيش مصاصة الدماء، تحتاج إلى كمية كبيرة من الحديد لمساعدتها في صنع الهيموغلوبين لنقل الأوكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم. وإن هذه الخفافيش أيضاً تقوم بأخذ كميتها المطلوبة من الحديد، حيث تشير الأبحاث إلى أن الخفافيش لها غشاء مخاطي على طول الأمعاء يعمل كحاجز لمنع الحصول على الكثير من الحديد ودخوله في الدماء.
