إن المشي حافي القدمين على طريق إسفلتي بدرجة حرارة تقارب 45 درجة مئوية لمدة دقيقة أو أقل قد يُعرّضك لحروق من الدرجة الثانية. هذا قد يجعلك تتساءل عن الكيفية التي يسير بها بعض الناس من المغامرين على الجمر الساخن والذي ترتفع حرارته عن 60 درجة مئوية دون أن يتعرّضوا لحروق!
على الرغم من أن العديد من الثقافات والمجتمعات تُمارس المشي على النار في مختلف أنحاء العالم، لكن أقدم مرجعية تاريخية معروفة لممارسة هذا النشاط كان في الهند في حوالي 1200 قبل الميلاد. فقد كان يُمارَس هذا النوع من الطقوس لأهداف دينية أو روحية، واستُخدم لاختبار قوة العقيدة الدينية لدى الفرد، أو في الغالب كطقس تطهيري.
وادّعى البعض من المشعوذين قدرتهم على السير على الجمر دون أذيّة باعتبار ذلك دلالة على تواصلهم مع قوى غامضة تحميهم من النار. لكن العلم أثبت خلاف ذلك!
العلم والمشي على الجمر !
كان مجلس جامعة لندن للبحوث النفسية قد أجرى دراسة رسمية هي الأولى من نوعها في هذا المجال عن علم المشي على النار أو الجمر، وذلك لفهم الظاهرة العلمية التي تمنع الإنسان من أذية نفسه.
وبعد العديد من التحليلات والدراسات، أصدر المجلس تقريرًا يفيد بأنه لا العقيدة الدينية ولا القوى الروحية لها أي علاقة بتحقيق إنجاز مثير للإعجاب بالمشي على الجمر. وأشار التقرير إلى أن السر يكمن في الموصلية الحرارية المنخفضة للجمر ووقت التماس القصير بين أقدام الشخص والجمر الساخن.
تجدر الإشارة إلى أن ممارسي هذا الطقس يُوقدون النار لفترة من الزمن قبل أن تتحول الأخشاب إلى جمر مشتعل فقط، أي أنهم يسيرون على الجمر وليس النار بحد ذاتها.
كما وُجد أن الخشب الصلب الذي يُستعمل في هذه الممارسات هو عازل حراري جيد، حتى عند اشتعاله بالنار. أمرٌ آخر هو أن مسار المشي على الجمر عادةً ما يكون مغطى بالرماد، الأمر الذي يبدو جليًا في النهار، لكن وبما أن هذه الممارسات تتم ليلًا عادةً، فإن الرماد لا يبدو واضحًا. إذ أن الرماد فقير التوصيل للحرارة ويُساعد على إبطاء انتقال الحرارة من كتل الفحم إلى القدمين.
العامل الأخير والأهم هو الفترة الزمنية القصيرة التي تتلامس بها قدم لشخص مع الجمر. إذ تكمن الحيلة في القيام بمشي سريع مع حركة نشطة لتجنب أن تدخل القدم في عمق الجمر. إذ تكون كل قدم على اتصال مع الجمر لمدة زمنية لا تزيد عن ثوانٍ معدودة.
وعلى الرغم من كل ما سبق، لا يزال السير على النار خطيرًا إن لم يكن الشخص متدربًا وحاصل على معلومات كافية عن كيفية النجاة.
اقرأ أيضًا:
كيف استطاع العلماء معرفة درجة حرارة مركز الشمس؟