هناك العديد من الطُرق التي يُمكنك اتباعها لتحسين تذكر الأشياء، إلا أن دراسة جديدة أثبتت أن تخيل شيء ما في الذهن، ثم رسمه بالورقة والقلم، ثم النظر إلى رسمتك، تُعد حيلةً قوية لتحسين الذاكرة، ومن شأنها أن تتفوق على الاستراتيجيات القوية الأخرى.
رسم الكلمات والأفكار يساعد على على تحسين تذكر الأشياء
هذه النتيجة توصلت إليها دراسة نشرت على دورية The Quarterly Journal of Experimental Psychology. وقال جيفري واميز الزميل في قسم علم النفس بجامعة ييل، والمشارك في كتابة هذه الدراسة لصحيفة The New York Times: “أوضحنا بشكل أو بآخر أنَّ هذه طريقة يمكن للبشر استخدامها لتحسين ذاكرتهم مقارنة بطريقة كتابة الأشياء. ليس هذا وحسب، بل إن الرسم يحسن الذاكرة بدرجةٍ أكبر من بعض الطرق التي وصفت في الماضي بأنها طرق قوية لتحسين الذاكرة”.
في هذه الدراسة، يقارن وامز وزميلتاه: ميليسا مياد وميرا فيرنانديز بين تقنيات التذكر عن طريق مطالبة المشاركين بتذكر كلمة معينة عبر كتابتها أو رسمها. وقد وجد أنه عندما حان وقت تذكر الكلمات، استطاع المشاركون تذكر الكلمات المرسومة بدرجةٍ أفضل من الكلمات المكتوبة.
إذاً، فرسم الكلمات يساعد على تذكرها. ولا تقتصر فائدة هذه الطريقة على الحياة اليومية. ففي بحث أكثر تخصصًا، وجد وامز أنَّ هذه الطريقة تؤتي ثمارها حتى مع تعريف الكلمات والصور والأفكار والخواطر المجردة.
إذ قال: “تأثيرها مُتماثل تقريبًا بغض النظر عن مدى تجريد الكلمة أو عدمه. ولم نجد حتى الآن أي مجموعة مثيرات لا تنطبق عليها هذه الطريقة”.
وقال وامز إنَّه غير مُتيقّن حتى الآن من سبب قوة تأثير الرسم وتماسكه؛ لكنَّه وضع مع زميلتيه نظريتين. ففي هذه الورقة التي نُشِرَت في عام 2016، كتبوا أن رسم الأشياء يشجع “اندماج الجوانب الدلالية والمرئية والحركية لتتبع الذكريات اندماجًا سلسًا”.
وأضاف وامز أنَّ تخيل الأشياء ثم رسمها بالفعل يجبرنا على التركيز على الجوانب المُعرِّفة لهذا الشيء -مثل الفرق بين الأسد والنمر- مما يتيح لنا قدرةً أكبر على استحضارها.