مع كثرة الحروب التي باتت تعصف بالبشرية وتفتك بالأرواح في كل قطر من العالم، ظهرت العديدة من الأسلحة الفتاكة القادرة على التخلص من الهدف بكل دقة، سواءً كانت أسلحة جوية أو أرضية أو بحرية. لكن العديد من هذه الأسلحة حُرِّم استعمالها دوليا لقدرتها التدميرية المرعبة، وفي هذا الموضوع نستعرض أسلحة فتاكة محرمة دوليا وفق القانون الدولي.
أسلحة فتاكة محرمة الاستعمال دوليا
قنابل البالون
وفقا لاتفاقية لاهاي لعام 1898م، فإن إسقاط قنابل البالون يُعتبر ضد الاتفاقيات الدولية. فقد أرسلت اليابان عشرات قنابل البالون إلى الساحل الأمريكي على المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية بهدف إحداث حرائق غابات. فعلى الرغم من إمساك معظم هذه القنابل بالشباك، لكن قنبلة واحدة نجحت بالوصول إلى غابة قرب بلاي وتسببت بخسائر فادحة إضافة لمقتل عدد من الطلاب والمعلمين بسبب انفجارها قرب مدرسة.
قنابل الخفاش
في الحرب العالمية الثانية، جربت الأمريكيتين سلاحا سريا يهدف إلى تدمير المدن اليابانية، حيث كانت معظم البنية التحتية للمدن اليابانية ضعيفة ومتهالكة ويُمكن تدميرها بسهولة. وكانت الفكرة قائمة على إسقاط خفافيش انتحارية تحمل على ظهرها قنابل النابالم الحارقة. وكان مصدر الخفافيش الكهوف المكسيكية لقوتها الجسمية، وتم اختبار المشروع عام 1944م لكن الحرب انتهت قبل تجربة القنابل الخفاشية المرعبة، وتم حظر هذه القنابل وفقا للبروتوكول الثالث.
الأسلحة البيولوجية
تعتبر الأسلحة البيولوجية من أقدم الأسلحة الإرهابية التي عرفها واستعملها الإنسان. فهي تعود إلى أيام المغول الذين كانوا يُرسلون الجثث المتعفنة المصابة بالجدري إلى المناطق المعادية لنشر الأمراض. كما كانت تُستعمل الجرذان المصابة بالبراغيث والتي انتشرت بأجزاء من آسيا لنقل عدوى الطاعون الأسود منذ قرون.
أشعة الليزر المسببة للعمى
قد يبدو وكأنه أحد مصطلحات الخيال العلمي الذي لم ولن يحدث قط، لكن التكنولوجيا المتطورة تمكنت من الوصول إلى هذا السلاح الفتاك. فقد تم ابتكار أشعة ليزر فتاكة قبل 40 عاما قادرة على تسبيب العمى الدائم وليس كتلك الأسلحة التي تستعملها بعض قوات الشرطة في العالم والتي تُسبب عمى جزئي مؤقت. وتم حظر استعمال الأسلحة المسببة للعمى ولم تظهر منذ فترة طويلة.
القنابل المشعة
تم حظر استعمال القنابل أو الأسلحة المزودة بمواد مشعة وفقا للقانون الدولي، لكن العديد من قوى الصراع لا تكترث للقوانين الدولية. ومن ضمن القنابل المحرمة قنابل القذارة القادرة على تحويل أي منطقة إلى مكان غير صالح للسكن بسبب استعمال كمية عالية من المواد المشعة التي تقضي على كل أشكال الحياة بالمنطقة وتجعلها خطيرة للسكن.
قاذفات اللهب
وفقا للبروتوكول الثالث من الاتفاقية المتعلقة باستعمال الأسلحة التقليدية، فإن قاذفات اللهب ليست محظورة للاستعمال في ساحات المعارك، بشرط أن لا تقترب من المدنيين. وغالبا ما يُشير البروتوكول إلى أسلحة تقذف مواد حارقة في مناطق مدنية. وظهرت قاذفات اللهب في العديد من الحروب مثل معارك الدبابات المفتوحة ومعارك تطهير الكهوف في أفغانستان.
الرصاصات الجوفاء
تم حظر استعمال الرصاص الأجوف وفق اتفاقية لاهاي عام 1899م. وهي رصاصات تجعل الموت أمر محتوم لو أصابت الضحية.
الجراد، البراغيث والجرذان
استُعملت منذ قرون الحيوانات والطفيليات لنقل الأمراض مثل البراغيث في الجرذان لنقل الطاعون الأسود. وهو أحد أشكال الإرهاب البيولوجي القديم الحديث.
أشعة الميكرو المحدودة
أصبحت الكثير من الطائرات الحربية تستعمل مدافع ليزر موجهة لإسقاط الصورايخ القادرة على قطع مسافة تصل حتى 250 ميلا وذلك عبر الاستعانة بأشعة الميكرو. نظريا، يُمكن تركيب مدافع أشعة الميكرو على الدبابات لتُستعمل في الحروب البرية لكنها محظورة بموجب القانون الدولي لما تُسببه من تدمير كبير وخسائر فادحة بالأرواح.
غاز الخردل
أحد أكثر الأسلحة رعبا والتي استُعملت في الحرب العالمية الأولى بلونه الأصفر ورائحته التي تُشبهر رائحة الفجل. لكنه أثقل من الهواء وله فعالية خارقة في تطهير الخنادق. فعند استنشاقه، يتسبب بامتلاء الرئتين بالسائل ويُغرق الضحية من الداخل.
قنابل النابالم
صدر قانون يُحرم استعمال قنابل النابالم الفتاكة بعد حرب فيتنام. فقنابل النابالم قنابل حارقة فتاكة تُستعمل لحرق الغابات للكشف عن مخابئ العساكر والمدرعات. ولا زالت قنابل النابالم تُستعمل من قبل بعض الدول في حروبها متحدية القوانين الدولية بذلك.
غازات الأعصاب
تم حظر استعمال جميع أشكال غازات الأعصاب من قبل اتفاقية لاهاي وجنيف في الفترة من 1899م حتى 1993م. وتشمل غاز السارين، غاز التابون، غاز سومان وغاز الأعصاب. وتعمل هذه الغازات بنفس الطريقة عبر تسبيب الخلل في الجهاز العصبي بأكمله. وغالبا ما يموت الضحية بسبب صعوبة التنفس لكن ليس قبل ظهور بثور داخلية مؤلمة، دمامل والتي عادة ما تُسبب النزيف.
الألغام الأرضية ذاتية التدمير
منذ حرب فيتنام، شكّلت الألغام الأرضية التي لم تنفجر تهديدا مميتا في جنوب شرق آسيا. لدى كمبوديا أعلى معدل من مبتوري الأطراف في العالم بفعل الألغام التي زُرعت في أراضيها خلال الحرب المدنية الكمبودية عام 1970م. ففي عام 2013م وحده، قُتل نحو 111 شخصا بسبب الألغام، ومنذ عام 1980م، وُضعت الألغام في مناطق مسيجة ومطوقة لتنفجر بعد فترة معينة بعيدا عن السكان المحليين.
سلاح الطاقة ADS
يتم تثبيت السلاح فوق المدرعات كالدبابات أو المركبات العسكرية وهو سلاح يعتمد على استعمال الطاقة الموجهة للهدف وهي طاقة كهرومغناطيسية غير قاتلة لكنها تُسبب الشعور بالاحتراق دون الاحتراق الفعلي ما يجعل الهدف يفر من المكان.
الألغام الأرضية البلاستيكية
وفقا للبروتوكول الأول من اتفاقية عام 1979م بشأن الأسلحة التقليدية، ومن ضمنها الأسلحة التي تستعمل شظايا غير قابلة للاكتشاف، تماما مثل البلاستيك. فعدم قدرة الأطباء على تحديد موقع الشظية يجعلها تبقى في مكانها محدثة الضرر البالغ للضحية. وتم تصميم الألغام البلاستيكية لإحداث ضرر بالغ غير قابل للاكتشاف.
الرصاص المسموم
أقدم اتفاقية أسلحة في العالم، اتفاقية ستراسبورغ عا 1675م حظرت استعمال الرصاص المسموم في البنادق الأولى. فقد كان الجنود يقومون بنقع الرصاص بمادة سامة قبل استعماله أو وضعه في جثث متعفنة لنقل العدوى.
القنابل المملحة
تُشبه إلى حد كبير القنابل المشعة، لكنها تستعمل أحد نظائر عنصر الكوبالت أو الذهب أو الزنك أو الصوديوم. حيث تُشكل هذه القنابل خلال انفجارها سحابة دخانية ضخمة كفيلة بإحداث تسرب إشعاعي غير مرئي قاتل.
بطانية الجدري
من أقدم الطرق التي استعملتها أمريكا لإبادة السكان الأصليين. فقد كانت خطة نقل الأمراض الأوروبية إلى السكان الأصليين من أجل إبادتهم تماما من خطط أمريكا الاستعمارية قديما. حيث كان المستعمر الأمريكي يُقدم بطانيات مسمومة بعدوى مرض الجدري إلى الهنود الحمر دون علمهم بالنوايا الخبيثة للأمريكيين، الأمر الذي تسبب بحصد أرواح عشرات الآلاف منهم بفعل الحرب الجرثومية.
الفخاخ القاتلة
يُحظر استعمال مثل هذا النوع من الفخاخ والحفر وفق البروتوكول الثاني لاتفاقية عام 1979م. فحُفر المسامير والخيزران المسنون استعملت في حرب فيتنام وفي منطقة المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية. وما كان يزيد الطين بلة، هو وضع البراز البشري أو الحيواني في هذه الحفر لتُسبب الالتهابات الثانوية.
الغاز المسيل للدموع
على الرغم من أن قوات الشرطة تستعمل هذا النوع من القنابل الغازية لتفريق المتظاهرين والمحتجين، لكن الغاز المسيل للدموع محظور للاستعمال في الحروب بموجب اتفاقية لاهاي. فهو سلاح كيميائي غير قاتل لكنه يُعيق التنفس ويُوضع بنفس فئة غاز الخردل.
مخلفات الحروب
القنابل الغير منفجرة تُشكل خطرا كبيرا وتهديدا كبيرا للمدنيين بعد انتهاء الحروب وفي مناطق النزاع.
اقرأ أيضا:
حقائق لا تعرفها عن الأسلحة النووية