شهدت باريس في الثالث عشر من نوفمبر من العام الماضي هجمات راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، وقد استنكرها الجميع، وعلى رأسهم الدول الإسلامية. لكن على المسلمين دائمًا أن يدفعوا ضريبة تلك التصرفات الفردية التي لا تمثلهم بأي شكل من الأشكال. فبعد وقوع تلك الهجمات، تعرّضت المساجد والمراكز الإسلامية في العديد من الدول الغربية للتخريب.
لكن هناك من الغرب من يدركون أن المسلمين هم جزء أساسي من النسيج الاجتماعي في دولهم، وأن الإسلام دين السلام وليس كما يحاول البعض تشويه صورته. وهنا موقف على الرغم من مضي عدة أشهر عليه، لكن لا بد من الإشادة به كأحد أرقى صور التعايش الذي يجسده المسلمون في الغرب؛ حيث يتعرضون لأبشع أشكال العنصرية والإقصاء.
جاك سوانسون طفل أمريكي يبلغ من العمر سبعة أعوام، تبرّع بمدخراته والبالغة 20 دولارًا إلى مسجد في تكساس يقطن بجواره تعرّض للتخريب، والعبث، وتلطيخه بالبراز، وتمزيق صفحات من القرآن؛ ردًا على هجمات باريس. موقف رائع من طفل على الرغم من صغر سنه، إلا أنه أدرك معنى التعايش ونبذ الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، والتي يحاول الغرب زراعتها في عقول أطفالهم.
لقي ما فعله الطفل ردود فعل كثيرة تشيد بما قام به. وتقديرًا له، قام المحامي الأمريكي المسلم، والناشط في حقوق الإنسان “أرسلان افتخار” ومؤسس “TheMuslimGuy.Com”، كما أنه من كبار محرري “The Islamic Monthly”بمكافأته بتقديم جهاز آيباد له، حيث كان يدخر نقوده من أجل شرائه.
وقد تمت كتابة ملاحظة على تغليف الآيباد “لكرمك ولطفك نتمنى أن تستمتع بالآيباد مع خالص شكرنا”. وقد علّق افتخار على ذلك، بأنّ ما فعله الطفل أثّر فيه وجعله يبكي.
وقد تأثّر فيصل نعيم أحد أعضاء المسجد بما قام به الطفل كثيرًا، وقال أن سوانسون تبرع بعشرين دولارًا، لكنها في نظره تساوي 20 مليون دولار.