أليس غريبًا أن الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يُحسّن مزاج الكثير من الناس بشكلٍ ملحوظ؟! على الرغم من أن الاستماع إلى موسيقى سعيدة يُعتبر أمرًا منطقيًا لتحسين المزاج، لكن يبدو أن النقيض هو ما يحصل!
فغالبًا ما نحتفظ بقائمة خاصة بالموسيقى الحزينة في هاتفنا للاستمتاع إليها من وقتٍ لآخر والاستمتاع بذلك، ولا يبدو أن الألحان السعيدة تُساعد في رفع المعنويات! فما السبب في ذلك؟
لماذا يجد الكثير من الناس متعة في الاستماع إلى الموسيقى الحزينة ؟
الإحساس بأن هناك من يفهمك واختبر نفس المشاعر السلبية!
يجد الكثير من الأشخاص متعة غريبة في الاستماع إلى أغاني وموسيقى حزينة، معتقدين أنها تجعلهم يشعرون بأن غيرهم يُعانون من نفس التجارب السيئة التي منحتهم مشاعر سلبية.
التنفيس عن الحزن ومشاعر الغضب
ويُعتقد أن الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يُسهّل من التنفيس عن المشاعر السلبية. بعبارةٍ أخرى، تسمح هذه الألحان للمستمعين بإظهار مشاعرهم السلبية وتنفيسها، ما يُقلل من التوتر والإجهاد.
ورغم أن الموسيقى السعيدة تبدو الحل المنطقي للتخلص من الحزن، لكن ليس هذا ما يحدث. ويبدو أن علماء النفس فسّروا الأمر بنفس المنطق السابق، ففي الوقت الذي تبدو فيه الموسيقى الحزينة كشخصٍ يتعاطف مع تجربتك السلبية، تبدو الألحان السعيدة كأنها تطلب منك أن تبتسم بينما أنت في قمة ألمك وضيقك.
حتى عندما لا تكون حزينًا، يستمع الكثير من الناس إلى موسيقى حزينة حتى إن كانوا في مزاجٍ جيد. وفسّرت الدراسات هذا الأمر بأن الموسيقى الحزينة تُثير مجموعة من المشاعر الجمالية الإيجابية، وأن من يستمعون إليها يستمتعون بالإثارة العاطفية التي تُثيرها الموسيقى الحزينة.
الموسيقى الحزينة وهرمون البرولاكتين!
سببٌ آخر مرتبط بالجسم من الداخل، وهو أن الاستماع إلى ألحان حزينة وإثارة مشاعر الحزن يُحفّز إفراز هرمون البرولاكتين. إضافةً إلى كونه الهرمون المُحفّز لإنتاج الحليب لدى الإناث، لكنه كذلك مرتبط بتأثيرات نفسية مختلفة.
يتم إفراز هذا الهرمون لدى الذكور والإناث استجابةً لمشاعر الحزن، وله تأثير مسكّن ويُقلل من آثار الإجهاد، ما يمنع حالة الحزن من التطوّر بشكلٍ لا يُمكن السيطرة عليه.
بعض الأبحاث أشارت إلى أن الاستماع لموسيقى حزينة ما هي سوى وسيلة لخداع الدماغ للاعتقاد بسوء الحالة النفسية، ما يرفع من هرمون البرولاكتين في الدم لتحسين الحالة المزاجية، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من المتعة الملحوظة.
“الواقعية الاكتئابية”
البعض يفترض أن المشاعر الحزينة التي تُسببها تلك الألحان تُحفّز على التفكير العميق، وهذا ما يُعرف في علم النفس باسم “الواقعية الاكتئابية”، وتعني أن الشخص يكون أكثر إدراكًا للواقع وأعمق في التفكير عندما تُسيطر عليه مشاعر سلبية كالحزن.
في النهاية وجب التنويه أن المقال لا يُعبّر عن رأي أو وجهة نظر الشبكة.
اقرأ أيضًا:
هل سمعت بأشخاص يتذوَّقون الموسيقى ويسمعون الألوان؟
لماذا يحدث طنين في أذنك بعد سماع الموسيقى الصاخبة؟