هذا البنك هو الوحيد في العالم الذي لا ترغب بترك وديعة فيه! فبنك هارفارد لأنسجة الأدمغة البشرية (HBTRC) يجمع عينات مختلفة من العقول البشرية لتخزينها!
قد تبدو الفكرة مرعبة! لكن الهدف إنساني وعلمي بحت! حيث يتم جمع عينات الأنسجة الدماغية من أجل إخضاعها لدراسات مختلفة والتوصل إلى علاجات لأكثر الأمراض تعقيدًا في العالم والتي تفتك بالآلاف كل سنة.
في بنك الأدمغة، يتم تخزين أكثر من 2000 عينة مختلفة من المخ البشري للحصول على إمدادات ثابتة من المادة الرمادية الضرورية لجميع الاختبارات المخبرية.
فعندما يصل الدماغ إلى البنك، يتم حفظه في حوض من البلاستيك أو كيس ثم يتم إما تجميده أو حفظه بمحلول الفورمالين حسب النية باستعماله في المستقبل.
أما الدراسات على هذه الأدمغة، فهي عبر إخضاعها لسلسة اختبارات مختلفة من أجل التوصل إلى الأسباب الحقيقية لبعض الأمراض العقلية المعقَّدة مثل الزهايمر، الفصام، اضطرابات ما بعد الصدمة. بحيث يتم البحث عن علاجات ممكنة وتجربتها على الأنسجة وملاحظة مدى استجابة الأنسجة الدماغية للعلاج.
ويقع مركز (HBTRC) في مستشفى ماكلين، ماساتشوستس. ويتم فيه جمع عينات مختلفة من أدمغة سليمة وأخرى متضررة، بحيث يتم استعمال المتضررة لمقارنتها مع أخرى في المستقبل.
أما عن عملية نقل الدماغ، فهي عملية خطيرة وحرجة للغاية. فالدماغ البشري يبدأ بالموت بعد 24 ساعة فقط من موت الشخص. وحيث أن المركز بحاجة ماسة للدماغ بحالته الكاملة قبل تضرره، يتم نقل الدماغ بمجرد موت الشخص المتبرع أو إذن أقربائه.
ويتم استخراج المخ البشري من قبل طبيب شرعي ثم تخزينه كوضعه في الثلج أو الفورمالين حتى نقله إلى البنك.
وبمجرد نقل الدماغ الجيد، يتم قسم إلى شطرين متساويين من النصف. الأول يتم تجميده ويُستعمل في تحليل الحمض النووي. أما الثاني، يتم غمره بمحلول الفورمالين ويُستعمل لدراسة الأنسجة والبروتينات.
كما يجب إرفاق كل دماغ بتحليل مفصَّل عن الميت صاحب المخ. بحيث يُظهر التحليل سبب الوفاة وإن كان يُعاني من أمراض فيروسية مثل مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، أو الاتهاب الكبدي الوبائي.
كما ويقوم بنك الأدمغة بشحن عينات لمراكز طبية متخصصة في العالم عند الحاجة لها. ويزعم القائمون على المركز أن أكثر من 9000 عينة تم تسجيلها في البنك منذ عام 1978م.
اقرأ أيضًا:
هل يمكن أن يبقى الدماغ على قيد الحياة خارج الجسم؟
هل هناك فرق بين فص الدماغ الأيمن والأيسر؟