من الحقائق الراسخة عن الألوان التي نراها ونستخدمها اليوم أنها مصطنعة ومُعدّة كيميائيًا. في الماضي، لم يكن هناك خيار عدا استخراج الألوان من مصادرها الطبيعية. لكن الحال اختلف اليوم وبسبب ذلك لم تعد قيمتها المادية كالسابق.
فالأرجواني كان يومًا لونًا مقتصرًا على الملوك، والأزرق ارتبط بالطبقة الدنيا من الناس، وحقائق أخرى مثيرة للاهتمام عن الألوان.
أغرب الحقائق عن الألوان وأكثرها إثارةً للاهتمام!
مكتبة الألوان
كان إدوارد فوربس مؤرخًا ومديرًا لمتحف Fog Art في جامعة هارفارد من عام 1909 إلى عام 1944. سافر حول العالم لجمع أصباغ الألوان لتوثيق اللوحات الإيطالية الكلاسيكية.
تجاوزت مجموعته تدريجياً 2500 لون مع خلفيتها الفريدة من نوعها حول أصلها وإنتاجها واستخدامها، وما إلى ذلك. عُرف فوربس باسم أب الحفاظ على الفن في الولايات المتحدة، وتحمل مجموعته اسم مجموعة فوربس بيجمنت.
اليوم، تُستخدم هذه المجموعة الأسطورية للتحليل العلمي الذي يساعد الأصباغ المعيارية على المقارنة مع المجهول.
الماء ليس عديم اللون كما تظن!
من الشائع أن الماء عديم اللون، لكن العلم أظهر أن الماء النقي ليس عديم اللون، بل له لون أزرق طفيف يتحول إلى اللون الأخضر الغامق مع زيادة عمق الماء.
يعتبر اللون الأزرق خاصية متأصلة في الماء، وتحدث هذه الظاهرة عن طريق الامتصاص الانتقائي للضوء الأبيض وتشتته.
مع ذلك، من المستحيل العثور على مياه نقية في محيط طبيعي. بعض المواد الكيميائية والمخلفات والانعكاسات وعوامل أخرى تغير لونها.
إلا أن اللون الحقيقي للمياه النقية بعد التصفية والتنقية هو الأزرق الفاتح.
الأرجواني لون الملوك
كان اللون الأرجواني ولا يزال يُعرف باللون الملكي. عندما كنا نعتمد على الأصباغ الطبيعية للألوان، كان اللون الأرجواني يُستخرج من حلزون البحر.
جعل ذلك اللون الأرجواني أصعب صبغة في الاستخلاص والإنتاج، ولم يكن بمقدور سوى أفراد العائلة المالكة شراءه.
لإنشاء غرام واحد فقط من الصبغة الأرجوانية، كانت هناك حاجة لأكثر من 9000 من الرخويات.
بدأت الأمور تتغير بعد عام 1856 عندما ابتكر الكيميائي الإنجليزي ويليام بيركين، البالغ من العمر 18 عامًا، مركبًا أرجوانيًا صناعيًا عن طريق الخطأ.
بعد هذا الحدث، أصبح اللون أخيرًا في المتناول وبأسعار معقولة للفئات الدنيا.
الألوان المستحيلة
يمكن للعين البشرية أن ترى عددًا محدودًا من الألوان، وتسمى الألوان الأكثر تعقيدًا بالنسبة لنا “ألوانًا مستحيلة”.
فتركيبات لونين مثل الأزرق والأصفر أو الأحمر والأخضر التي لا يمكننا رؤيتها في نفس الوقت هي ألوان مستحيلة. تعتبر هذه التركيبات غير مرئية بسبب “عملية الخصم”.
بمعنى أن وجود لون واحد من هذه التراكيب يلغي وجود اللون الآخر من نفس التركيب، ولا يمكننا رؤية كلا اللونين معًا.
لون الظلام
من الحقائق الغريبة عن الألوان أن اللون الذي يراه الكثير منا في غياب الضوء يسمى “eigengrau”، وهو اللون الذي نراه في الظلام التام ويقال إنه نتيجة للإشارات المرئية من العصب البصري.
تم التحقيق في المصطلح ونشره عالم الفيزياء والفيلسوف الألماني جوستاف ثيودور فيشنر.
يُعرف فيشنر إلى حد كبير بدوره في نشأة قياس الإدراك البشري. فهو الشخص الذي وجد علم النفس والفيزياء ويعتقد أنه مصدر إلهام لمعظم الفلاسفة والعلماء في القرن العشرين.
يبرر هذا التعريف الألماني لكلمة “eigengrau”، والتي تعني “الرمادي الجوهري”. عندما نرى هذا اللون، فإننا في الواقع نرى ضوضاء بصرية ثابتة في شبكية العين.
هذه الضوضاء المرئية هي محفز خاطئ من خلال التأثير التراكمي الذي تنتجه أكثر من 120 مليون خلية قصبية في أعيننا.
نظرية الكاتشاب والخردل
هناك سبب يجعل سلاسل الوجبات السريعة تستخدم مزيجًا من الألوان الحمراء والصفراء في العلامات التجارية والإعلانات وديكور المطعم.
فقد ارتبطت هذه الألوان بجعلنا نشعر بالجوع والاندفاع. أطلق الخبراء على هذه الحيلة النفسية “نظرية الكاتشب والخردل”.
وفقًا لنظرية الكاتشب والخردل، فإن الجمع بين هذين اللونين المحددين يؤثر علينا على مستوى اللاوعي في الرغبة في تناول الطعام. كما أنها تمثل الدفء والراحة والرضا الذي قد نشعر به أثناء تناول الطعام مع الأصدقاء.
أبشع لون في العالم
أبشع لون في العالم هو Pantone 448 C، أو البني الداكن الباهت. تستخدمه معظم الدول الأوروبية الآن على منتجات التبغ لثني الناس عن التدخين.
تنتمي المبادرة الأصلية إلى الحكومة الأسترالية التي عينت باحثيها للعثور على أبشع لون واستخدامه على منتجات التبغ.
عند تطبيق هذه المبادرة في أستراليا، لوحظ انخفاض بنسبة 55% في مبيعات التبغ بين المدخنين الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا فأكثر.
الأزرق للفقراء!
كان الرومان يعتبرون اللون الأزرق لون الطبقة الدنيا، ويرتديها فقط أولئك الذين هم في أسفل السلم الاجتماعي.
حتى أن المؤرخين استنتجوا أن كلمة “أزرق” لم تكن موجودة في العصر اليوناني. في النهاية، انتشرت فكرة اللون الجديد إلى أجزاء أخرى من العالم في أراضي الفرس وبلاد ما بين النهرين والرومان، ولم تعد صفة الدونية مرتبطة به.
اللون الوردي لون السجون والمصحات النفسية
من الحقائق النفسية عن الألوان أن اللون الوردي يحد من الغضب والقلق وينتج تأثيرًا مهدئًا بشكل عام. في الواقع، يتم استخدامه في مؤسسات الرعاية الصحية النفسية والسجون لخلق هذا الشعور بالهدوء.
يقال إن الوردي لون مهدئ يستنزف طاقتك، وحتى الأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان قد لوحظ أنهم أصبحوا هادئين في الغرف ذات اللون الوردي.
شهيتنا تتأثر بالألوان
تظهر الأبحاث أن براعم التذوق لدينا تتأثر بالألوان التي تدركها أعيننا، أو بعبارة أخرى، تؤثر الألوان على طريقة تذوقنا للطعام.
اكتشف العلماء بشكل موضوعي أن مذاق الشوكولاتة الساخنة أفضل بكثير في كوب برتقالي أو كريمي اللون مقارنة بأي لون آخر.
وبالمثل، يقول الباحثون إن الأطعمة الغنية بالتوابل ستُعتبر بالتأكيد أكثر سخونة عند تقديمها على طبق أحمر.
اقرأ أيضًا:
ما هي الألوان الزاهية التي نراها عندما نغلق أعيننا؟
كيف تُؤثر ألوان الأدوية على فعاليتها؟!
ما هي الألوان التي تساعدك على النوم؟