إلسي مورافيك، أربعة أعوام، من كالامازو، ميتشيغان، وُلدت بتشوه خلقي يُعرف باسم “نقص التناسق الفخذي القريب Proximal femoral focal deficiency PFFD” وهي حالة عجز نادرة الحدوث تُسبب تشوهات في الساق ما جعل ساق الطفلة تبدو أقصر بكثير من الطول الطبيعي لسنها. ومن أجل تجنب بتر ساق الطفلة، قامت الأم بعمل أمر لا يخطر على بال أحد واستمرت عليه يوميًا لمدة أربعة أشهر!
أم تكسر ساق طفلتها ثلاث مرات يوميًا لإطالة ساقها!
فقد قامت الأم جاكي، 28 عامً، والأب مات، 31 عامًا، باتخاذ قرار آخر عدا بتر ساق ابنتهما وهو كسر ساقها لأكثر من 300 مرة خلال أربعة أشهر! أي بمعدل ثلاث مرات في اليوم الواحد، وذلك في محاولة لإطالة ساق الطفلة أكثر من 10 سم.
فقد اقترح عدد قليل من الأطباء المحليين على والدي إلسي ببتر ساقها، ذلك لأن عملية تطويل الساق صعبة جدًا إلى الطول الطبيعي بفعل طول الفرق بين كلا الساقين. هذا الخيار القاسي جعل الوالدان يُفكران بطرق ووسائل أخرى لمساعدة الطفلة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي خاصة وأن العجز الذي عانت منه إلسي أصاب الوالدين بحالة صدمة كبيرة، فقد تشكل الورك والساق والكاحل اليسار بطريقة غير صحيحة مختلفًا عن طول الساق اليمنى ولم يسمح للطفلة بالمشي بطريقة طبيعية.
وبعد أن اجتمع كل من جاكي ومات مع الدكتور “شون ستاندرد” وهو خبير في مستشفى سيناي في بالتيمور، قرروا أن أفضل خيار عدا البتر هو إطالة الساق بطريقة أخرى. وبعد عملية استمرت لست ساعات لإعادة إعمار الركبة والكاحل والفخذ، تمكنت إلسي من المشي بعمر 21 شهرًا. فقد زودها الأطباء بقدم صناعية لسد الفجوة بين قدمها والأرض.
في أغسطس 2015م، وعندما كانت إلسي تبلغ ثلاث سنوات فقط، انتقلت إلسي مع أمها جاكي إلى بالتيمور بعيدًا عن باقي الأسرة من أجل متابعة العلاج في المستشفى. خلال الجراحة التي أجرتها إلسي، تم تقسيم عظم الفخذ والساق جراحيًا، وتم تثبيت الساق من الخارج بدبابيس عبر ثقوب في الساق تمر عبر الجلد والعضلات إلى العظام. واضطرت والدتها أن تقوم بتدوير العشرة دبابيس في ساقها يدويًا ثلاث مرات في اليوم من أجل كسر وتمزيق عظام الفخذ والساق، حيث كانت تنمو عظام وعضلات جديدة مكان الكسر ما يسمح بتطويل عظام الساق. وتمكنت الأم بهذه الطريقة المؤلمة من تطويل العظم بقدار 10 سم خلال عدة أشهر. وكانت إلسي تُعالج بمسكنات للألم طيلة فترة علاجها لتحمل هذا الإجراء المؤلم.
بعد العلاج المؤلم، أصبحت ساقا إلسي بنفس الطول تقريبًا الآن، على الرغم من نقص النمو في الساق اليسرى، ما يعني أن الوالدين قد يُعيدان عملية إطالة الساق مرة أخرى لتصل إلى طولها الكامل. وعلى الرغم من الألم الكبير الذي كان يعتري الأم كلما قامت بإدارة الدبابيس في ساق طفلتها أو تنظيف الجروح الناتجة عن الدبابيس الغائرة في العظم والعضلات، إلا أن النتيجة النهائية كانت كفيلة بتحمل الألم لمنح الطفلة حياة أفضل.
اقرأ أيضًا:
ليونيد روجوزف .. الطبيب الروسي الذي أجرى عملية جراحية لنفسه!
الحمد لله الذي فضلني على كثيرٍ من عباده تفضيلاً
سبحانك ربي….??
أسْتَغْفِرُكَ رَبِّي و أَتُوبُ إِلَيْك