العديد من الآباء والأجداد يُوصون أبناءهم بتجنب السباحة بعد تناول الأكل مباشرةً. فما هي حقيقة هذا الادعاء؟ وهل هناك خطورة محتملة لو نزل أحدهم إلى المسبح أو البحر بعد تناول الطعام مباشرة؟
هل السباحة خطيرة بعد تناول الطعام مباشرة؟
يحرص العديد من الآباء على أمر أطفالهم بعدم السباحة خلال ساعة من تناول وجبة طعام لتجنب إصابتهم بتمزق عضلي ما يؤدي لغرقهم. إذ يعتبر البعض أن الستين دقيقة بعد تناول الطعام مباشرةً يُمكن أن تنتهي بها حياتك لو غامرت بنزول البحر، أما بعد انقضاء هذه المدة المرعبة، فأنت بأمان لتسبح وتمرح!
حقيقة أم خرافة؟
ليس هناك شكٌ أن السباحة بمعدة ممتلئة يُشعرك بعدم الارتياح. وصحيح أن الدم يتحول بعيدًا عن العضلات إلى المعدة للمساعدة في عملية الهضم، من هنا اعتقد البعض أن السباحة مع معدة ممتلئة تسبب تقلصات العضلات بسبب عدم وجود دم كافٍ فيها لتعمل بشكل صحيح، ما يعني أن العضلات معرضة للإصابة بالشلل الذي قد يُفقد الشخص حياته في البحر أو بركة السباحة. لكن ولحسن الحظ، أكّد الخبراء أن هذا الاعتقاد غير صحيح، فالدم يتبقى بكمية كافية في الأطراف لإبقائهما يعملان بطريقة سليمة حتى خلال عملية الهضم.
وعلى الرغم من حصول بعض حالات التشنج في الأطراف خلال السباحة بعد تناول الطعام، لكن لم يثبت أن للمعدة وعملية الهضم دورًا مساهما في ذلك، إضافة إلى أنه لم تسجل حالة واحدة لشخص غرق نتيجة السباحة بمعدة ممتلئة. ولعل النتيجة الأكثر ترجيحا لمثل هذه الحالة هي الشعور بالغثيان، لأن الدم الذي يجب أن يساعد في عملية الهضم استُهلك في العضلات بدلًا من ذلك. كما أن ممارسة الغوص على معدة ممتلئة قد يعرضك للتقيؤ، لكن طالما أن السباحة تجري على وتيرة معتدلة، فالأمور بخير وعلى ما يرام. حتى أن بعض السباحين العالميين يفضلون تناول وجبة خفيفة قبل السباحة لمنحهم الطاقة اللازمة للاستمرار.
بعض الأدلة تُشير إلى أن استهلاك كميات كبيرة من المواد الغذائية والمشروبات السكرية قبيل النزول إلى البحر يؤدي إلى حصول آلام حادة في البطن بسبب تهيج الغشاء الذي يُبطن تجويف البطن. وعلى الرغم من اختلاف النظريات لتفسير الأمر، إلا أن نظرية واحدة هي الأقرب للدقة تُشير إلى أن انخفاض الدم الواصل إلى الحجاب الحاجز هو ما يسبب التشجنج والآلام. نظرية أخرى تُشير إلى أن القناة الهضمية تُصبح متضخمة وتسحب الأربطة التي تربطها بالحجاب الحاجز للأسفل ما يُسبب الشعور بالألم. ويبقى وضع تفسير دقيق جزءًا من الغموض العلمي لأن العديد أدلوا بمثل هذه الأعراض على الرغم من أنهم سبحوا بمعدة فارغة.
ويبقى الخبر الجيد أنه لو تعرض شخص ما إلى تمزق عضلي أو آلام حادة في البطن خلال سباحته فإن ذلك لن يؤدي إلى الموت غرقًا. فطبيعة الجسم البشري تميل إلى الطفو على الماء، لذلك يُمكنك أن تسترخي لتدع جسدك يطفو لو شعرت بأحد هذه الأعراض، وعادةً ما تختفي التشنجات خلال فترة قصيرة.
لكن تبقى الحيطة ضرورية خاصةً للسباحين صغار السن وقليلي الخبرة، لذلك لا ضير من انتباه الآباء لأبناءهم والحفاظ على هذه الأسطورة ضمن إطار السلامة العامة للأطفال. ولا بأس بساعة بعد الطعام قبل النزول للبحر والبركة لو عني ذلك تجنب المغامرة.
اقرأ أيضا:
ما السبب وراء احمرار العينين بعد السباحة ؟