هل سبقَ أن شعرتَ بالرضا عن صورة شخصية لك؟ أو عثرت على صورة لكَ تعتبرها بنظرك مثالية؟ كل صورة شخصية لك تجدها ناقصة بشكلٍ ما على الرغم من أنها نالت استحسان أصدقائك وأهلك وكل من شاهدها. لماذا نكره رؤية صور شخصية لنا؟ ونشعر أنها “بشعة” برغم أنها جميلة بنظر غيرنا؟
بالتأكيد، أصبح تعاملنا مع الصور الشخصية مختلفًا اليوم مع استعمال فلاتر سناب شات وإنستقرام التي تُغيّر من ملامح وشكل الوجه، لكنك تنزعج إن قام شخص ما على حين غفلة بتصويرك وتظن أن الصورة بشعة ولا تعكس حقيقة شكلك! للعلم تفسير خلف هذا الشعور.
لماذا نكره رؤية صور شخصية لنا ونشعر أنها بشعة؟
نعتقد أننا أكثر جاذبية مما نحن عليه في الواقع
عندما نُفكّر في أنفسنا، فإننا نميل إلى التحيز بعض الشيء ضمن ما يُطلق عليه في علم النفس “تعزيز الذات”، وهو الميل لتقييم “سماتنا وقدراتنا بشكل إيجابي أكثر مما هو مطلوب بموضوعية”. في حالة المظهر الجسدي، هذا التحيز يقودنا إلى الاعتقاد بأننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل.
هذا التحيز تم الكشف عنه عندا طلب باحثون من الأفراد تحديد صور شخصية لأنفسهم. على سبيل المثال، قدّم الباحثون صور حقيقية للأفراد، وكذلك صور معدّلة بطريقة تجعلهم أقل أو أكثر جاذبية. ثم طلبوا من المشاركين اختيار صورة حقيقية تُمثّلهم. وبوتيرة مستمرة، اختار المشتركون الصور التي تجعلهم يبدون أكثر جاذبية على الرغم من أنها معدّلة، في حين أن غرباء طُلب منهم اختيار صور تُمثّل المشتركين، قاموا باختيار الصور الحقيقية لكل مشترك بدقة>
هذا التحيّز في رؤيتنا لأنفسنا بأننا أجمل من الواقع تجعلنا ننظر إلى صورنا الشخصية بأنها لا تعكس ما نحن عليه بالفعل، وتُشعرنا بالامتعاض من رؤية هذه الصور وتُخيّب آمالنا من مظهرنا الحقيقي!
تأثير “التعرض المجرد” يعمل ضدنا
أحد أهم الأسباب التي تجعلنا لا نحب صورنا الشخصية وننظر إليها بامتعاض، أن هذه الصور تُقدّم منظورًا لوجوهنا أقل دراية لنا. على سبيل المثال، نجد أنفسنا جذابين في المرآة لأننا اعتدنا النظر إلى انعكاسنا في المرآة عدة مرات في اليوم حتى ألِفنا هذا الشكل، في حين أي صور شخصية لنا تُظهرنا بطريقة مختلفة عمّا يفعل انعكاس المرآة، يجعلنا نتساءل: “هل أبدو كذلك في الواقع؟” هذه حقيقة ومؤكد أنك اختبرتها من قبل.
هذا الشعور ليس تجاه صور شخصية لنا نتعامل معها بأنها أقل من شكلنا الحقيقي، إنما ينعكس ذلك بطريقة تعاملك مع الطعام! فتناولك وجبة باستمرار يزيد من تفضيلك لها، كذلك تعاملك مع شخص ما باستمرار يزيد من فرصة نشوء صداقة بينكما. نفس الأمر ينطبق على رؤية شكلك في المرآة باستمرار يجعلك تُفضّل انعكاسك على شكلك في الصور الفوتوغرافية.
في الوقت الحالي، يبدو السخط تجاه الصور الشخصية واضحًا في لجوء الناس إلى تعديل صورهم قبل نشرها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. فلو كان كل شخص يشعر بالرضا تجاه صورته، فسيقوم بنشرها دون أي تعديل أو تردد، وهو ما لا يحصل!
لكن اطمئن، فصورك التي تظن أنها ليست جميلة لا ينظر إليها الآخرون بنفس المعيار الذي تحكم به على نفسك. بالعكس تمامًا، رؤية الآخرين لصورنا تكون من منظور أقل نرجسية وتشدّد وتمنّع، وعادةً ما يجد الآخرون أن صورك التي تظنها بشعة جميلة ومثالية كذلك!
في النهاية، المشكلة لا تكمن في “رهاب الكاميرا”، لكنها عرَض من أعراض النقد الذاتي والحكم الذاتي القاسي. إن كان الأمر كذلك، بنحن بحاجة إلى المزيد من التعاطف مع الذات وتقبّل الذات. الخطوة الأفضل هي التعامل مع النفس بقدر من الاحترام والرحمة، وتعزيز الثقة لتقبّل الذات بكل عيوبها.
المصادر
اقرأ أيضًا:
ماذا تُخبرك صور حساباتك على الشبكات الاجتماعية عن جوانبك الشخصية ؟
لماذ يتغير صوتنا عند استنشاق غاز الهيليوم ؟