حين تفتح صفحات كتاب لتقرأه ستلاحظ أن هناك صفحة أو اثنتين فارغتين في مقدمة الكتاب أو في نهايته أو في كليهما، ولعل ذلك قد أثار استغرابك أو تساؤلك لمَ تظهر تلك الصفحات؟ هل هي خطأ من الكاتب أو الناشر أم ماذا؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا الموضوع.
وفقًا لفنان رسم التخطيط “ستيفن تيانو” فإن تلك الصفحة في الحقيقة لا تكلف الناشرين الأموال، فهي مخصصة للتوقيعات “أقسام” والتي قد يكون عددها قليلًا يترواح بين 4 صفحات أو ما يصل إلى 32 أو 64 صفحة.
ما هو التوقيع أو القسم أو القطعة؟
هو مجموعة من الصفحات التي يتم طباعتها على كلا الجانبين من ورقة ذات حجم كبير، ثم يتم طيها وتهذيب أطرافها حتى تصل إلى الحجم النهائي للصفحة. ويعتمد عدد الصفحات في التوقيع على حجم الورقة كما يظهر في الصورة أعلاه.
الصفحة الفارغة هي صفحة تخلو من المحتوى، ويتنوع الغرض منها بين ملء مساحة، أو فصل المحتوى. الصفحات الفارغة المتروكة قصدًا عادة ما تكون نتيجة لاتفاقات الطباعة وتقنياتها.
وعادة ما تتم طباعة الكتب على أوراق كبيرة وذلك لاعتبارات فنية ومالية. فمجموعة من 8 – 16 – 32 من الصفحات المتتالية ستتم طباعتها على ورقة واحدة والتي سيتم فيما بعد طيها وتقسيمها وتقطيعها، وستكون الصفحات في الترتيب الصحيح للربط. تسمى مجموعة الصفحات “8 – 16 – 32” قسم أو توقيع. وغالبًا ما تكون تلك الكتب المطبوعة بهذه الطريقة لديها صفحات فارغة إما عن طريق الصدفة أو براعة التحرير في طباعة العدد الدقيق للصفحات.
على سبيل المثال، إن كان عدد صفحات الكتاب 318 صفحة، فالمطلوب ورقة ذات حجم كبير تتسع لـ 32 صفحة، أي 10 أقسام أو تواقيع، وستكون النتيجة 320 صفحة بالمجمل. وفي نهاية الكتاب ستكون هناك صفحتان غير مستخدمتين أي فارغتان.
إن لم تكن هناك رغبة في دفع تكاليف لصفحات غير مستخدمة، يختار بعض الناشرين ملء المساحة الإضافية بوضع قوائم أعمال أخرى للمؤلف، أو مقتطفات من كتب أخرى، أو رسوم توضيحية. في كتيبات الإرشادات، والكتب المدرسية، والمنشورات المتخصصة الأخرى قد يتم طباعة العبارة التالية “هذه الصفحة تُركت عمدًا” حتى لا يشعر القارئ بالقلق حيال فقدان أجزاء من معلومات قد يعتقد أنها كانت من المفترض أن تكون موجودة.
وخلاصة القول: أن الصفحات الفارغة عمل روتيني من تجربة القراءة والتي يطلب مؤلفو الكتب وجودها في مقدمة الكتب وفي نهايتها. ويقول “تيانو”: أن هؤلاء المؤلفين يعتقدون تلك الصفحات تقليد”.
المصدر: