خلال العقود الماضية، تعرضت العديد من المناطق في العالم إلى كوارث نووية حقيقية جعلت من المنطقة المحيطة بها مقبرة مشعة! فقد أجبرت الحرب الباردة البلدان المشاركة على زيادة التسلح النووي وزيادة إنتاج ومعالجة اليورانيوم الخام، وغالبا ما يتم تفريغ نفايات المواد المشعة بأطراف المدينة أو بمصبات الأنهار أو حتى عبر دفنها للتخلص منها، لكن ومع زيادة التمدد العمراني، اضطر الناس للعيش في أماكن ملوثة إشعاعيا لا تزال تُطلق سمومها على السكان وينتج عنها العديد من الأمراض الخبيثة، وهذه بعض الأماكن الملوثة إشعاعيا في العالم المأهولة بالسكان.
أماكن ملوثة إشعاعيا لا يزال الناس يعيشون بها!
تشيرنوبل – أوكرانيا
حملت كارثة تشيرنوبل اسم المنطقة التي حصلت بها في أوكرانيا، فبعد عقود من الحادثة، لا زالت المنطقة تحتفظ بمقدار كبير من الإشعاع النووي، في المقابل نجد أن البلدة تمتلئ بالسكان والناس! فقد قرر قرابة 400 شخص من كبار السن العودة إلى ديارهم في المنطقة المحرمة، كما أن العديد من الناس العاملين في المصانع المحيطة أُجبروا على الإقامة في المنطقة والقرى المجاورة على الرغم من ارتفاع مستويات الإشعاع الأعلى بثلاثين مرة من معدلها الطبيعي.
أوزيرسك – روسيا
أوزيرسك واحدة من عدد قليل من المدن المغلقة في روسيا، فقد بلغ تعداد سكانها حتى عام 2010م قرابة 82000 شخص، وخلال الحرب الباردة، بُني على أرض أوزيرسك مصنع “ماياك” الذي يعتبر مقبرة لنفايات البلوتونيوم، واندمجت النفايات النووية مع الأرض والمنطقة حتى أصبحت جزءً منها، وعلى الرغم من ذلك خلقت الحكومة العديد من فرص العمل بالمنطقة براتب ثابت وأقساط ربع سنوية لتشجيع السكان على العودة للمنطقة المنكوبة والعيش فيها.
رامسار – إيران
من الأماكن الهادئة على شاطئ بحر قزوين، والتي تعتبر من أماكن الجذب السياحي بفعل منتجعاتها المنتشرة على الشاطئ وجمالها الخلاب، لكن قلة قليلة من الناس يدركون أن المنطقة من أماكن ملوثة إشعاعيا والتي يرتفع بها نسبة الإشعاع 20 مرة عن معدله الطبيعي، فقديما كانت الحكومة تستعمل المنطقة كمقبرة للنفايات الإشعاعية، حتى أن الحكومة لم تكلف نفسها عناء دفنها بالأرض!
Guarapari – البرازيل
تُغطى سواحل Guarapari بما يُرعف ببقع الموت، حيث تعتبر مستويات الإشعاع على شواطئها مرتفعة للغاية بسبب تآكل الجبال الساحلية، حيث تعتبر السلالات الجبلية بـ Guarapari غنية جدا بالمونازيت الذي يحتوي على اليورانيوم والثوريوم.
يانغجيامج – الصين
أُجبر العديد من سكان يانغجيانج على العودة إلى منازلهم والتعايش مع التلال المتآكلة على الرغم من كون المنطقة غنية للغاية بالمواد المشعة مثل الراديوم، أكتينيوم، وغاز الرادون، حيث تعتبر هذه المنطقة من أسوأ الأماكن على كوكب الأرض.
ولاية كيرالا – الهند
نسبة عالية من عنصر الثوريوم المشع تتواجد في رمال المنطقة المحيطة بولاية كيرالا، والتي تسببت في ارتفاع مستوى الإِشعاع بقدر 30 ضعفا عن المعدل الطبيعي، ويعتبر العلماء المنطقة خطرا كبيرا على السكان المحليين على الرغم من عدم تعرض السكان بشكل مباشر للإشعاعات حتى اللحظة.
سيمي – كازاخستان
أصبح محيط المدينة حقل تجارب للاتحاد السوفييتي، فقد تم تجربة 456 قنبلة نووية في المنطقة، على الرغم من أنها مأهولة بالسكان ويزيد عددهم عن 1.5 مليون نسمة، وتعرض الآلاف منهم للإشعاعات، وتعتبر المنطقة من المناطق المنكوبة حيث يزيد عدد المصابين بالسرطان بنسبة ثلاثة أضعاف عن متوسط إحصاءات البلد.
Mailuu-Suu – قيرغيزستان
يعيش السكان في Mailuu-Suu بجانب النفايات الإشعاعية، حيث تعتبر مقبرة النفايات الإشعاعية في المنطقة من أكبر مقابر آسيا الوسطى المشعة! فقد تم دفن حوالي 2 مليون لتر من المواد المشعة في جميع أنحاء المدينة.
بالوماريس – إسبانيا
في عام 1966م، اصطدمت طائرة من سلاح الجو الأمريكي من نوع B-82 بطائرة أخرى مزودة للوقود، وكانت الطائرة الحربية تحمل أربع قنابل نووية، وتسبب الاصطدام بسقوط قنبلة لكنها لم تنفجر، والثانية سقطت بالبحر الأبيض المتوسط، أما الثالثة والرابعة سقطتها في منطقة بالوماريس ما تسبب بإجلاء السكان من المنطقة، وبعد عقود من الزمن عاد الناس للسكن بالمنطقة المنكوبة، وتشير الإحصاءات أن عدد المصابين بالسرطان في تلك المنطقة أكثر بـ 2.5 ضعفا عن العديد في باقي الدولة، ولا يزال مستوى الإشعاع بالمنطقة أعلى من كل التوقعات.
شينكولوبوي – جمهورية الكونغو الديمقراطية
حوالي 15000 شخص يعيشون في المنطقة المذكورة التي تعتبر مركزا خصبا لمناجم اليورانيوم المشع، وتم رسميا إغلاق المناجم عام 2004م باعتبارها خطرة للغاية، لكن غالبية السكان يعملون قسرا في مشاريع حكومية استخراج اليورانيوم الخام والتي تنفذ بغض النظر عن أي قرار يُثبت حرمانية العمل بتلك الأماكن والمناجم.
اقرأ أيضا:
إحذر.. إشعاع نووي غير طبيعي في هذه المناطق