في الوقت الذي تُطلق العديد من شركات التكنولوجيا والتقنية منتجاتها في السوق من هواتف ذكية وأجهزة لوحية بمواصفات مرتفعة وأسعار ملائمة أقل من أسعار شركة أبل، لا تزال الأخيرة تُحافظ على صدارتها في المبيعات وتحقيق الأرباح رغم أسعار أجهزتها الباهظة مقارنةً بالشركات الأخرى.
فما السبب الذي يجعلك ترغب بشراء منتجات أبل باستمرار رغم أسعارها الباهظة؟
من المثير للاهتمام، ووفقًا لمهندسين ومختصين في شركة IHS Markit، فإن هاتف iPhone X الذي يبلغ سعره في متاجر التجزئة التابعة لشركة أبل حوالي 999$، لا يُكلّف الشركة أكثر من 400$ في التصنيع والتجميع. بالمثل، فإن تكلفة أجهزة iPad الجيل الثالث التي تبلغ حوالي 699$ بسعر التجزئة لا تُكلف عملية تصنيعها أكثر من 366$ تقريبًا. ما يعني أن الشركة تُحقق هامش ربح بنسبة 30-40% تقريبًا، ما يجعلنا نطرح السؤال الأهم: كيف تُبرر الشركة العملاقة فرض نسبة ربح ضخمة على منتجاتها التي لا نزال نرغب بشرائها رغم معرفتنا بذلك؟
قيمة العلامة التجارية
نجحت شركة أبل في فرض نفسها كـ “lifestyle brand”، أو بمعنى آخر، علامة تجارية للمباهاة ركّزت في منتجاتها على عامل الرقي والتخصص أكثر في هذا المجال الاجتماعي.
فمنذ إطلاق iPhone الأصلي، ركّزت الشركة في الإصدارات اللاحقة على تحسين التصميم وجودة المكونات أكثر من التكلفة المترتبة على ذلك، وهذا ينطبق كذلك على أجهزة iPad و MacBooks.
فشل هاتف iPhone 5c
ومن أجل مجاراة السوق بمختلف مستوياته، حاولت شركة أبل في مرحلةٍ من تاريخها دخول السوق السفلي بإنتاج هاتف بأسعار معقولة، وكان ذلك بهاتف iPhone 5c. وعلى الرغم من سعره الرخيص، لكنه فشل فشلًا ذريعًا، وكان رادعًا قويًا للشركة في عمليات الإنتاج اللاحقة بعدم الدخول إلى فئة المنتجات منخفضة التكلفة.
بالإضافة إلى المكونات عالية الجودة، ما يزيد من تكلفة أجهزة أبل أنها تستثمر في أبحاث التطوير بكثافة، ودائمًا ما يُفّكر المهندسون فيها خارج الصندوق لإيجاد ابتكارات لم تتطرّق لها شركة من قبل.
كما أن البرامج الخاصة بأجهزة أبل تكون مملوكة للشركة، على عكس برامج أندرويد مفتوحة المصادر، حيث يحصل المصنّعون على أنظمة التشغيل مجانًا من جوجل ويقومون بتعديلها لمطابقة الأجهزة التي يعتزمون استخدامها من أجلها.
في حين أن برمجيات أجهزة Apple بحاجة إلى تطوير وصيانة خدمات iOS, MacOS، وخدمات الخلفية مثل: iCloud, iMessage، ما يرفع من تكاليف التشغيل ويُضاف إلى سعر المنتَج النهائي.
وعندما يتعلق الأمر بأجهزة الكمبيوتر، غالبًا ما تتقاضى Apple رسومًا مقابل أشياء قد لا تستخدمها. على سبيل المثال، يأتي جهاز MacBook محملًا مسبقًا بالكثير من التطبيقات التي تم تطويرها داخليًا من قِبل Apple، ويتم حساب تكلفة التطوير هذه في سعر كل جهاز MacBook. هذا يختلف عن جهاز كمبيوتر يعمل بنظام Windows، حيث لديك حرية اختيار وشراء البرامج التي تطابق متطلباتك.
كل هذه الأشياء مجتمعة تجعل من منتجات Apple باهظة الثمن، ولن يتردد محبو الشركة بالحصول عليها مقابل دفع أموال طائلة!