إذا كنت مهتمًا بمزيدٍ من التحكم والحرية في حياتك المهنية، فإن العمل الحر هو خيارك الجذّاب الأفضل.
تنامت وتصاعدت وتيرة العمل الحر بالتزامن مع جائحة فيروس كوفيد-19 التي تركت العديد من الموظّفين بلا عمل بشكلٍ مفاجئ بفعل تداعيات الأزمة المالية.
مقالات ذات صلة: أفضل 8 وظائف تناسب العمل من المنزل
هذا الأمر زعزع ثقة الأشخاص بالأعمال بصفتها التقليدية، حيث يعتمد الموظف في تحصيل دخله على جهة أخرى.
في المقابل، يمنح العمل الحر لحسابك الشخصي مرونة كبيرة في التحكم بالوقت والغنتاجية والطريقة التي تختارها لتؤدي العمل وفق مهاراتك المتواجدة.
هذه الأعداد الكبيرة من المقبلين على الأعمال الحرة Freelancing، بات من الضروري أن تعد نفسك للعمل الحر والعمل المستقل جيدًا.
ما هو العمل الحر “Freelance” ؟
في الأساس، الوظيفة المستقلة هي الوظيفة التي يعمل فيها الشخص لنفسه، وليس لصالح شركة.
بينما يقوم المستقلون بعمل عقود للشركات والمؤسسات، فإنهم في النهاية يعملون لحسابهم الخاص.
العاملون لحسابهم الخاص مسؤولون عن جميع أنواع الأشياء التي لا يتحملها الموظفون التقليديون، مثل تحديد ساعات عملهم، وتتبع الوقت الذي يقضونه في مشاريع مختلة ، ودفع الفواتير للعملاء، ودفع ضرائب العمل والضرائب الخاصة بهم.
لا يعتبر العاملون لحسابهم الخاص “موظفين” من قبل الشركات التي يعملون بها، بل “مقاولين”.
مجالات العمل الحر..
في الآونة الأخيرة، توسّعت المجالات التي يُمكن أن تندرج أسفل منها قوائم الاعمال الحرة.
يُمكن القول أنّك ستجد عملًا مستقلًا في كل مجال تقريبًا. حيث تتنوّع الأعمال المستقلة من المشاريع الصغيرة المؤقتة إلى المشاريع طويلة الأجل بدوام كامل.
من بين المجالات الشائهة في العمل الحر والفريلانس:
- الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات
- المحاسبة والموارد المالية البشرية
- التحرير والتدقيق اللغوي
- إدارة المشاريع
- الترجمة
- إدخال البيانات
- التحليل
- تطوير البرمجيات
- الدعم الفني
لكن إلى جانب كافة الميّزات التي يمنحك إياها العمل الحر، هناك بالتأكيد معوّقات ومشاكل تظهر بين الحين والآخر وتصعّب عليك من أداء مهامك على أكمل وجه، ما ينعكس مباشرةً على الدخل الذي تكسبه.
فإن كُنت محبطًا من العملاء الذين يُحاولون إخبارك كيفية القيام بالعمل الذي وظّفوك لأجل القيام به، أو تباطؤ عملية الدفع، في هذا المقال نُسلّط الضوء على أبرز 10 تحدّيات تُواجهك كعامل حر، وآلية التعامل معها.
أبرز تحديات العمل الحر،، وكيفية التغلب عليها..
العثور على عملاء
يعد العثور على العملاء والتمسك بهم أول تحد كبير يواجه العاملين المستقلين – ولكنه أيضًا تحدٍ مستمر.
فكلما زاد عدد الوظائف التي تقوم بها، أصبح العثور على عملاء جدد أسهل. لكن هذا يستغرق وقتًا، لذا عليك التحلي بالصبر والإيجابية.
للمساعدة في إبراز نفسك والإعلان عن خدماتك، أتقن هذه الثلاثة:
- طوّر من وجودك على الإنترنت: بصفتك مستقلًا، فأنت علامتك التجارية. تحتاج كل علامة تجارية إلى التسويق، لذا طور من تواجدك عبر الإنترنت حتى يتمكن العملاء من العثور عليك بالفعل. قم بإعداد موقع الويب الخاص بك وتحديث ملفاتك الشخصية على LinkedIn و Google+ و Twitter بالتفاصيل ذات الصلة.
- كن استباقيًا: أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى كل شخص تعرفه ممن قد يحتاجون إلى خدماتك وأخبرهم أنك تبحث عن عمل. تواصل مع العملاء القدامى، واعرف ما إذا كان لديهم وظائف جديدة واطلب شهادات لتقديمها على موقع الويب الخاص بك.
العميل الغامض في مهامه!
المهام الغامضة لا تُضيّع وقت العاملين لحسابهم الخاص فسحب، بل كذلك تُكلّف العملاء المزيد من المال على المدى الطويل.
في بعض الحالات، لا يكون العملاء متأكّدين من احتياجاتهم وأهدافهم ويأملون في أن يتمكّن العامل نفسه في تحديدها.
في أوقاتٍ أخرى، لا يرغب العملاء بالإساءة إليك عبر المبالغة في توجيه تعليماتهم.
وسواء كنت مدوّنًا أو مصممًا أو غير ذلك، فإن الافتقار في منح التفاصيل حول احتياجات العميل وأهدافه يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا.
بصفتك مستقلًا، يمكنك توفير الوقت والمتاعب من خلال الإصرار على أن يوضح العملاء توقعاتهم قبل بدء العمل.
في حالة الشك، قم بصياغة عقد يشرح ما ستفعله ويحد من عدد المراجعات التي ستقوم بها.
خلاف ذلك، قد ينتهي بك الأمر إلى إعادة المشروع بالكامل على الطريقة التي تجدها مناسبة إن لم يكن العميل واضحًا في قراراته.
المبالغة في التدقيق
بصفتك مستقلًا، ربما تريد أن يعرف عميلك ما يبحث عنه قبل تعيينك. ومع ذلك، هذا لا يعني أنك بحاجة إلى أن يلتصق بك الشخص الذي عيّنك حتى تُكمل المهمة.
يمكن للعملاء الذين يديرون المهام بشكل دقيق أن يتركوا العاملين لحسابهم الخاص يشعرون بالتوتر والإحباط ويمنعونهم من القيام بأفضل أعمالهم.
في بعض الحالات، قد تشعر أنك مضطر لإكمال مهمة وفقًا لمواصفات العميل الدقيقة بدلًا من استكشاف حلول أخرى قد توفر نتائج فائقة.
لتقليل هذه المشكلة، جاهد لوضع حدود مع العميل من اليوم الأول. إذا كنت معتادًا على الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرد على الرسائل النصية في منتصف الليل ، فسيكون من الصعب التوقف عن هذا السلوك باستمرار.
عملاء غير موثوق بهم
بصفتك موظفًا في العمل الحر، قد يكون من المحبط للغاية العمل مع عملاء غير موثوقين يعدونك بالعمل المنتظم ولكن لا يفيون بها.
وبالمثل، قد يكون من الصعب التخطيط لجدولك الزمني إذا كان العملاء يمنحونك باستمرار مهام في وقت متأخر عن الموعد المحدد.
لمنع ذلك، يمكنك السعي لوضع توقعات واضحة للعملاء مقدمًا. بينما لا يمكنك إجبار العملاء على تسليم حجم العمل الذي وعدوا به – أو القيام بذلك في الموعد المحدد – يمكنك ويجب عليك التفكير في فرض رسوم إضافية على الوظائف المستعجلة.
من الحكمة أيضًا العمل مع مجموعة متنوعة من العملاء، لذلك لن تترك مفلسًا إذا سقط أحدهم عن وجه الأرض!
ضعف الاتصال والتواصل
إذا كان عميلك لا يمكنه التواصل معك باستمرار، فمن المحتمل أن تكون في طريق وعر.
هذه المشكلة شائعة بشكل خاص بين الشركات التي لم تعتَد العمل مع المستقلين.
غالبًا ما تنسى هذه الشركات أنك لست موجودًا في المكتب للاجتماعات والمحادثات المهمة وقد لا تكلف نفسها عناء إطلاعك على التطورات.
للحصول على أفضل النتائج، حدد التوقعات مسبقًا لمقدار ونوع التعليقات التي تطلبها والتزم بها.
عروض منخفضة القيمة
غالبًا ما تفترض الشركات أن بإمكانهم توفير المال عن طريق العاملين المستقلين ذوي الدخل المنخفض مقابل خدماتهم.
لا تؤدي هذه الممارسة إلى إحباط العاملين المستقلين فحسب، بل إنها تميل أيضًا إلى تلقي الشركات منتجات رديئة.
عندما يتعلق الأمر بالعمل الحر، فمن المهم أن تحصل تمامًا على ما يُجزي الخدمة التي تقدّمها.
بصفتك عاملًا في العمل الحر، من المهم أن تثق في الأعمال التي تُنجزها وتضع لها سعرًا مجزيًا.
وإن حاولت الشركات أن تدفع لك أقل مما تستحق، فمن الطبيعي أن يُشعرك ذلك بالإحباط.
ولتقليل الإحباط ومنعه، يثمكنك أن تقوم بنشر أسعارك بوضوح على موقع الويب الخاص بك أو حساباتك الاجتماعية المخصصة للعمل.
أو على الأقل، الاتّفاق على السعر المجزي قبل مباشرة العمل بما يضمن لك الحصول على قدر أتعابك كاملًا.
الدفع المتأخر
مشكلة محبطة أخرى تُواجه العاملين في الأعمال الحرة، وهي مواجهة عميل يتأخر في الدفع مقابل العمل الذي أنجزته، أو لا يدفع على الإطلاق في بعض المرات!
تنشأ هذه المشكلة بشكلٍ رئيسي بسبب قلة الموارد المالية التي يمتلكها العملاء، بالتالي يُماطلون في سداد حقوقك أو يأملون أن تتناساها عمّا قريب!
للأسف، لا يُوجد حل جذري للتخلص من هذه المشكلة طالما أنّك لا تتعامل مع العميل عبر منصات العمل الحر الشائعة.
فإن كان التعامل عبرها، يُمكن للمنصة أن تضمن لك حقّك. وإن وقعتَ في فخ عميل تملّص من الدفع، فالأفضل أن لا تُقدّم المشروع الذي عملتَ عليه كاملًا قبل التأكد من سداد العميل مستحقاتك.
إدارة وقت العمل بشكلٍ فعّال
تبدو فكرة أن تكون رئيسك الخاص جذابة، لكن هذه المسؤولية تمتد إلى كل جانب من جوانب عملك.
أنت وحدك سيد وقتك. يعد الالتزام بالمواعيد النهائية أمرًا ضروريًا للاحتفاظ بالعملاء، لذلك لا تؤجل العمل دون داعٍ أو تترك الوظائف حتى اللحظة الأخيرة.
احرص أيضًا على عدم القيام بالكثير من العمل، هذا شيء قام به معظم المستقلين في مرحلة ما!
تبدأ إدارة وقت العمل الحر وتنتهي بسجل قوي لكل ما تفعله. تحتاج إلى الاحتفاظ بحسابات دقيقة تمامًا لجميع أعمالك من أجل الفواتير والتقييم الذاتي.
هناك الكثير من تطبيقات تتبع الوقت التي يمكن أن تفهم جميع ساعاتك ومعدلاتك عبر العملاء والمشاريع.
تُساعدك هذه التطبيقات على التركيز أكثر وتتبّع أعمالك لتقديم أفضل إنتاجية ممكنة.
في العمل الحر، أنت رئيس نفسك!
عندما تعمل وفقًا لجدولك الخاص، فمن السهل أن تشتت انتباهك، خاصة عندما لا تكون متحمسًا بشكل خاص.
في حين أن أخذ فترات الراحة هو جزء صحي من العمل، فإن الإلهاء المتسلسل بمثابة منحدر زلق.
وإن كنت تعمل وفق مبدأ “الوقت هو المال”، فإن الوقت الفارغ الذي تقضيه في تأجيل العمل يتراكم بسرعة.
لذا كن صارمًا مع نفسك. لم يعد لديك رئيس بعد الآن – يقع على عاتقك مسؤولية تحفيز نفسك وتأديبها.
ضع جدولًا واضحًا لموعد بدء العمل والتوقف وأخذ فترات راحة من العمل.
قم بتشغيل هاتفك في وضع الطيران أو تسجيل الخروج من وسائل التواصل الاجتماعي.
إذا كنت تكافح حقًا لتحفيز نفسك على إنهاء مشروع كبير، فامنح نفسك استراحة وحاول التسويف البناء – العمل على مهام صغيرة أخرى، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو تسجيل ساعات العمل.
فترات الركود في العمل الحر
يستغرق الأمر وقتًا لإنشاء تدفق منتظم للعمل – وحتى بمجرد حصولك عليه، لا يوجد ضمان بأنه سيستمر.
بغض النظر عما إذا كنت كاتبًا مستقلًا أو مصممًا أو مبرمجًا، ستكون هناك دائمًا فترات الذروة والانخفاض في عبء عملك؛ في أحد الأيام تتجاهل الطلبات المتكررة للوظائف، وفي اليوم التالي ترسل بريدًا إلكترونيًا للعملاء القدامى تتوسل إليهم أن يرسلوا لك عملًا.
لا توجد طريقة حقيقية “لحل” هذا التحدي الخاص بالعمل الحر – إنه مجرد طبيعة للوظيفة.
فقط اعلم أنه حتى أفضل العاملين لحسابهم الخاص يعانون من نوبات جافة.
حاول قبول عدم القدرة على التنبؤ بالعمل الحر، ولا داعي للذعر عندما ينحسر العمل لفترة.
الشيء الوحيد الذي يمكنك القيام به هو أن تعد نفسك لتلك الأشهر ذات الدخل المنخفض. هذا يعني توفير أكبر قدر ممكن خلال أوقات ازدحامك!
المصادر
اقرأ أيضًا:
أفضل منصات العمل الحر Freelance على الإنترنت
طلاقتك في اللغة الإنجليزية مفتاحك نحو عالم العمل الحر..