لم يعد كثير من الناس يحملون الأموال النقدية؛ مع تنوع البطاقات الائتمانية والخدمات المختلفة التي تتيحها. وتعد البطاقة الائتمانية من أهم اختراعات القرن العشرين.
مع بداية القرن العشرين كان على الجميع أن يدفعوا نقدًا مقابل جميع الخدمات والمنتجات التي يشترونها. ولم يعرف الناس هذا النوع من البطاقات حتى عام 1950.
تبدأ قصة اختراع البطاقة الائتمانية عام 1949، حين خرج “فرانك إكس ماكنمارا” رئيس شركة “Hamilton Credit Corporation” وصديقاه، وهما: محاميه الخاص، وألفريد بلومنجديلز حفيد مؤسس متاجر بلومنجديلز الشهيرة، للعشاء في مطعم “Cabin Grill” أحد أشهر مطاعم نيويورك.
في نهاية العشاء، أدخل ماكنمارا يده إلى جيبه ليسحب المحفظة ويخرج الأموال، فتفاجئ أنها غير موجودة، اتصل على زوجته، وطلب منها أن تحضر الأموال سريعًا كي يسدد فاتورة المطعم؛ وهو ما جعله يشعر بحرج شديد.
فرض هذا الأمر عليه التفكير بطريقة تجعل الناس تتخلّى عن حمل الأموال معها في كل مكان. فكانت فكرة البطاقة الائتمانية، والتي عرضها على صديقيه اللذين تم ذكرهما سابقًا، كما ناقشها مع مالك المطعم الذي كان يتناول فيه العشاء. وفي عام 1950 أبصرت شركة “Diners Club” النور؛ لتكون انطلاقة أول بطاقة ائتمانية مستقلة في العالم.
في العام الذي يليه ذهب ماكنمارا إلى ذات المطعم الذي كان قد تناول العشاء به، ودفع ثمن وجبته باستخدام بطاقة ائتمانية مصنوعة من الورق المقوى، عليها توقيعه، وُعرف هذا الحدث باسم “العشاء الأول”.
في نهاية عام 1950 بلغ عدد عملاء الشركة حوالي 20 ألف، و42 ألف في العام الذي يليه. في عام 1952 باع ماكنمارا حصته لشركائه مقابل 200 ألف دولار. وقد أصدرت “Diners Club” أول بطاقة ائتمانية بلاستيكية عام 1961، وفي منتصف الستينيات بلغ عدد حاملي بطاقة هذه الشركة حوالي 1.3 مليون.