نستكمل معكم ما بدأناه معكم منذ حين وهي قصص الأمثال العربية، وفي هذا المقال سنستعرض مقولة ” رب أخٍ لم تلده أمك ” والتي ستلاحظ أنها تختلف عمّا عرضناه عليكم سابقًا.
ما قصة المثل القائل: رب أخٍ لم تلده أمك ؟
الاختلاف الذي أشرنا له يعود لاختلاف السياق الذي قيلت فيه هذه المقولة والسياق الذي نستخدمها فيه، فقد درجت العادة في استخدام هذه المقولة للإشارة لوجود شخصين قريبين جدًا من بعضهما لدرجة أنه تم تشبيههم بالإخوة مع أنهم ليسوا كذلك.
أما عن قصته، فقد رويت عن “لقمان بن عاد”، ويقول فيها بأنه كان يمر بخيمة عندما شعر بالعطش فاستسقى أهلها، ووجد هناك امرأة تلاطف أحد الرجال فسألها إن كان لديهم ماء، وردت المرأة بعرضها عليه الماء أو اللبن. حصل لقمان على مراده، ولكنه لحظ أثناء شربه وجود طفل يبكي، فاستنكر تركهم له أثناء بكائه، فعرض عليهم أن يتبناه إن كانوا غير مهتمين به، فردت المرأة بأن الطفل لزوحها “هانئ”، فاستغرب لقمان بأنها أشارت لزوجها كأنه غائب، لذلك سألها عن الشخص الذي تلاطفه، فأجابته بأنه أخوها وهنا ردّ لقمان بقوله “رب أخٍ لم تلده أمك”، وكان يقصد بها الإشارة إلى اللبس الذي حصل معه.
ومع الزمن بدأ العرب يستخدمون هذا المثل للدلالة على قرب شخصين من بعضهما، ويمكن إسقاطه على الأصدقاء في الحارة أو على الجنود في الجيش أيضًا.