فيلا إيبكوين هي بلدة من أحد أكثر المناطق التي تجذب السياح في الأرجنتين، حيث يزورها ما يقارب 20 ألف زائر سنويًا. ويقوم السياح باستعمال المياه المالحة في البلدة للاستجمام وعلاج البشرة أيضًا، ولكن أصبحت هذه البلدة مهجورة من السكان، ما هو هذا السبب الذي جعل أهلها يتركونها؟! وفي هذا المقال سنروي لكم تلك القصة.
فيلا إيبكوين.. المدينة التي طفت على الماء بعد 25 عامًا من الغرق
مدينة إيبكوين هي مدينة أرجنتينية تقع بالقرب من العاصمة بوينس آيرس، وكانت هذه المدينة قد أنشئت في عام 1920م على ضفاف بحيرة إيبكوين. وهي بحيرة شديدة الملوحة، حيث تصل ملوحتها إلى 190 ضعف ملوحة المحيط.
بحيرة إيبكوين التي تطل عليها المدينة
إيبكوين لاغو هي مثل معظم البحيرات الجبلية الأخرى، باستثناء فارق واحد بينهم، هو أن مستوى الأملاح فيها مرتفع جدًا إذ تحتل المرتبة الثانية بعد البحر الميت. وكانت البحيرة مشهورة لعدة قرون كمركز سياحي علاجي، وهناك أسطورة تتحدث عن أن البحيرة تشكّلت من دموع حاكم كبير من شدة ألمه وبكاءه على فراق حبيبته. وكما يقال عن إيبكوين أنها علاج للاكتئاب والروماتيزم والأمراض الجلدية وفقر الدم وعلاج مرض السكري.
سكان المدينة
في أواخر القرن التاسع عشر وصل أوائل السكان والزوار إليها وأقاموا في خيام على ضفاف إيبكوين، وتحولت بعد ذلك إيبكوين من قرية جبلية هادئة إلى منتجع سياحي حافل بالنشاط، وقد تم إنشاء خط للسكك الحديدية يربط القرية بالعاصمة بوينس آيرس، وبدأ بعد ذلك تدفق السياح إليها من جميع أنحاء أمريكا الجنوبية والعالم. وبلغت نسبة السكان ذروتها في القرية في السبعينيات إذ تجاوز عددهم 5000 نسمة، كما تأسست فيها نحو 300 شركة بما فيها الفنادق والمنتجعات والمحلات التجارية والمتاحف.
ارتفاع منسوب المياه وغرق المدينة
بعد فترة بسيطة من عيش الناس في المدينة شهدت المدينة تغيّرات مستمرة في أحوال الطقس أدت إلى هطول الأمطار بكثافة على التلال المحيطة ودام هذا الوضع لسنوات، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في بحيرة لاغو إيبكوين بشكل غير اعتيادي.
وفي عام 1985م، تدفق كَمْ هائل من المياه من خلال السدود الصخرية وغمرت أجزاء كبيرة من البلدة ووصل منسوب المياه فيها حتى 1.219 متر، وفي عام 1993م استمر الطوفان زحفه نحو المدينة ودفنها تحت 10 أمتار من المياه.
بعد 25 عامًا، أي في عام 2009م، انقلبت أحوال الطقس وعادت إلى طبيعتها السابقة وبدأت المياه في الانحسار حتى ظهرت فيلا إيبكوين على السطح.
وهذه الصور تم إلتقاطها عام 2011م، عندما زار المدينة مصور من وكالة فرانس.