تُعرف الكلاب بامتلاكها حاسة شم قوية للغاية بحيث تتعرف على الروائح على بعد كيلو مترات. لذلك نجد أن أجهزة الشرطة تحرص على تدريب كلاب بوليسية في أجهزتها لمساعدتها في القضايات الجنائية. لكن حاسة الشم تساعد الكلاب على التعرف على أكثر من مجرد روائح عادية! فبإمكانها اكتشاف أشياء لم تكن تخطر ببالك مستعينة بحاسة الشم ستعرفها خلال الموضوع.
أشياء غير عادية تتعرف عليها الكلاب عبر حاسة الشم!
علميا، فإن المنطقة من دماغ الكلب المرتبطة بتمييز الروائح أكبر بأربعين مرة من نفس المنطقة في دماغ الإنسان! وتمتلك الكلاب ما بين 125-300 مليون مستقبلات شم مختلفة في أنوفهم، هذا يعني أن الكلب قادر على تمييز الروائح بقوة تفوق الإنسان بـ 10000-100000 مرة! وفيما يلي ما يمكن للكلاب تمييزه بحاسة الشم عدا الروائح:
الشعور ببق الفراش (حشرات الفراش)
لبق الفراش قدرة مرعبة على التخفي داخل الوسادات والأسرة دون الشعور بوجوده ثم التغذي على دم وجلد الإنسان أثناء النوم! لكن الكلاب لها قدرة مذهلة على شم هذه الحشرات متناهية الصغر عند تدريبها على هذا الأمر! فالكلاب المدربة على اكتشاف بق الفراش قادرة على تحديد قرارها بدقة تصل حتى 96%! لذلك تلجأ بعض الجهات المختصة باستعمال الكلاب في فحص الفراش والأثاث في المرافق العامة.
العواطف
تتغير هرمونات الإنسان تلقائيا حسب الحالة المزاجية والعاطفية التي يمر بها. وللكلاب قدرة مذهلة على تحديد هذه التغيرات في طبع الإنسان ومزاجه عبر حاسة الشم! فهم يميزون الخوف أو الحزن أو السعادة في الإنسان! لذلك غالبا ما تكون الكلاب مفيدة لمساعدة المضطربين نفسيا!
اكتشاف الجثث الغارقة
في الولايات المتحدة الأمريكية، غالبا ما تستعين الشرطة بالكلاب للعثور على الجثث الغارقة والأجسام تحت الماء، كملوثات ضارة بالبيئة. حيث يتم تدريب الكلب على روائح معينة تنبعث من الجثث في المياه عن طريق أخذ الكلب على قارب أو السباحة في البحيرة أو النهر أو حتى الشاطئ.
اكتشاف البكتيريا
منذ 1960s، كان النحالون يواجهون مشكلة كبيرة مع مرض صرع النحل الذي هدد خلايا النحل الأمريكية بالانقراض! لكن الكلاب قدمت مساعدة كبيرة في هذا المجال عبر الكشف عن النحلة المريضة في الخلية والتخلص منها قبل نشر المرض بين الخلايا الأخرى. فالكلاب المدربة قادرة على اكتشاف رائحة البكتيريا المسببة للأمراض وسط خلايا النحل وإنقاذ أكثر من 100 خلية من العدوى عند تحديد النحل المصاب خلال ساعة واحدة! كما أنها قادرة على تحديد روائح الفطريات المسببة للأمراض في النباتات.
تتبع الحيتان
يقضي علماء الأحياء سنين طويلة بحثا عن الحيتان التي تتخذ من أعماق المحيطات ملجأً لها بعيدا عن إزعاج العلماء والكائنات الأخرى. ما يجعل مهمة دراسة نظام حياة الحيتان من قبل علماء الأحياء أمرا صعبا للغاية. لكن الحيتان تُخلِّف خلفها دليلا يمكن تقفي أثره عبر الاستعانة بالكلاب! حيث تطفو فضلات الحيتان على الماء فتستطيع كلاب مدربة بهذا المجال اقتفاء أثر الفضلات عبر الرائحة عن بعد أكثر من ميل. فغالبا ما يقود الكلب سفينة الباحثين عبر الانحناء يسارا أو يمينا أو الوخز بآذانهم عند اكتشاف أثر ما.
الكشف عن نبات الكمأة (الفقع)
الكمأ هو أحد أنواع الفطريات البرية التي تنمو في أعماق الأرض ما يجعلها نادرة للغاية ويصعب العثور عليها. ويمكن أن تُكلِّف زراعة الكمأ في مزارع خاصة مئات الدولارات. وبما أن البشر لا يتمكنون من اكتشاف الفطريات بسهولة، يلجأ البعض إلى تدريب الكلاب على اكتشاف هذا الفطر عبر الرائحة بسهولة كبيرة.
الكشف عن الأمراض
للكلاب قدرة تمكنها من شم التغيرات في الهرمونات البشرية ومستويات السكر في الدم. ففي العقد الماضي، تم تدريب العديد منها في جميع أنحاء العالم على الكشف عن حالات الصرع ومرض السكري والسرطان. فالكلاب قادرة على اكتشاف أورام نادرة والانخفاض في مستوى السكر بالدم والهرمونات التي تنشط قبل نوبة الصرع بربع ساعة عند تدريبها على شم الروائح المميزة لهذه الحالات.
الكشف عن الأقراص المدمجة وأجهزة الكمبيوتر
عدا عن قدرة الكلاب على الكشف عن المخدرات كالكوكايين والهيورين، تم تدريب كلاب خاصة على اكتشاف مادة “بولي كاربون” والتي تتواجد في أجهزة الكمبيوتر وكل ما له صلة بها كالأقراص المدمجة وأقراص الفيديو الرقمية والأقراص الصلبة والستعانة بها في حالات التفتيش.
معرفة فترة التبويض في الماشية
قدرة عجيبة أخرى للكلاب تجعلها مميزة! فهي قادرة على تحديد فترة الإباضة في الأبقار ليتمكن المزارعون من إجراء التلقيح الصناعي للأبقار في الوقت المناسب! إذ يلجأ المزارعون إلى تدريب كلاب على اكتشاف الأبقار في فترة إباضتها عبر شم رائحة البول والتعرف على مركبات كيميائية معينة ترتفع بالبول في فترة الإباضة للبقرة، وبالتالي تلقيح الأبقار عندما تكون جاهزة وتجنب خسارة آلاف الدولارات من هذه العملية لو حُقنت البقرة وهي ليست جاهزة!
التنقيب عن المعادن والمواد الخام
في فنلندا، تقوم جهات حكومية برعاية برامج خاصة بتدريب الكلاب على العثور على رواسب معدنية في باطن الأرض كصخور الكبريت مثلا. فالكلاب قادرة على تتبع هذا الحجر من رائحة خاصة تشبه رائحة البيض الفاسد.
الكشف عن الكمائن العسكرية
تم ضم الكلاب في الجيش الأمريكي منذ الحرب الثورية لقدرتها على تنبيه الجنود من وجود دخلاء أو اقتراب جنود العدو أو حتى تحذير الجيش من كمين أو ألغام أرضية. فهي قادرة على شم رائحة الأسلحة والبارود ما يحمي الجنود من الوقوع في شرك العدو. كما تم تدريب الكلاب على الإشارة إلى الكمائن بطرق أخرى عدى النباح حتى لا ينتبه العدو كرفع شعر رقابهم أو تحريك آذانهم أو حتى المشي إلى الخلف.
اقرأ أيضا:
خدمات عظيمة تقدمها الكلاب للبشر