الشخصية السايكوباثية Psychopath باختصار تُعتبر من أكثر الشخصيات تعقيدًا وأصعبها تشخيصيًا وتعرفًا على صاحبها، والسبب يكمن في أن الشخص السايكوباثي يجيد التمثيل وله قدرة فائقة في التأثير على الآخرين، بل والتلاعب بأفكارهم، وبالرغم من أن السايكوباثي لا يظهر أعراض المرض العقلي لأنه غالبًا لا يُعاني منه إلا أن سلوكه الاجتماعي لا يقل خطورة عن أسوأ الأمراض العقلية الأخرى.
ما معنى “الشخصية السيكوباثية” الأكثر خطورة في المجتمع؟
سوء التكيُّف الاجتماعي للشخص السيكوباثي يعكس اضطرابًا عميقًا في الشخصية، ولذلك تعد السايكوباثية من المشكلات الاجتماعية والنفسية والتربوية معًا لما تتركه من آثار سيئة على الفرد والمجتمع. إذ يتلذذ هذا الشخص بإلحاق الأذى بمن هم في محيطه وخاصة إذا ما كان زوجًا أو زوجة.
يتميز هذا الشخص بكلامه المعسول، ويعطي وعودًا كثيرة، ولا يفي بأي منها، وعند مقابلتك له ستبهرك لطافتهوقدرته على استيعاب من أمامه بمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة؛ ولكن حين تعامله لفترة كافية أو تتحرى حوله من أحد مقربيه عن تاريخهِ تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللا أخلاقية.
المعتل نفسيًا غالبًا ما يكون مُستغلاً للمرأة بكل صور الاستغلال جسديًا وماديًا، وكثير الكذب، وقد يصل سلوكه إلى إرتكاب جرائم ومنها جرائم جنائية في الحالات المُضطربة.
توضح الإحصاءات العلمية أن 1% من سكان العالم يحملون الجينات الوراثية التي تؤدي إلى مرض السايكوباثية، ولكن هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 4% في القيادات الاجتماعية نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحاتهم العالية التي تحطم العقبات بل والصداقات في سبيل الوصول إلى الغايات.
كما تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بالسيكوباثية بين الرجال تعادل عشرة أضعاف ما هي عليه عند النساء.
هذا الشخص هو من انعدم الضمير لديه فولع بالأنا (الهو) الشهوانية، ونفى الضمير (الأنا العليا) ، فهو لا يحمل في طياتهِ كثيراً من الأخلاقيات أو العرف من الدين أو الضمير أو أي حسيب، وبالتالي فإن مؤشر المحصلة سوف يكون دائماً في حالة من الميل المستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليهِ النفس وحتى دون الشعور بالذنب أو التأنيب الإنساني إذا ما وقع في منطقة الخطأ.
وضع العالم (كلسكي) ست عشر خاصية اعتبرها أهم السمات للشخصية السيكوباتية:
- جاذبية ظاهرية ومستوى جيد من الذكاء.
- غياب الأوهام والعلامات الأخرى الدالة على التفكير اللاعقلاني.
- غياب “التوتر” أو أي من مظاهر العصاب.
- عدم الموثوقية.
- انعدام الصدق والإخلاص.
- انعدام الندم والخجل.
- سلوك مضاد للمجتمع.
- قدرة ضعيفة على الحكم وعدم القدرة على التعلم من التجارب.
- تمركز مرضي حول الذات والعجز عن الشعور بالحب.
- انخفاض عام في معظم الاستجابات الوجدانية الرئيسية.
- فقر الاستبصار.
- انخفاض الاستجابة لعلاقات الشخصية العامة.
- ظهور سلوكيات غريبة سلوكيات غير قابلة للتعليل عند شرب الكحول أو أحياناً من دونها.
- غياب أو ندرة محاولات الانتحار .
- عدم الاهتمام بالحياة الجنسية فهي ليست ذات أهمية كبيرة من وجهة نظرهم.
- العجز عن اتباع خطة حياتية محددة.
أسباب نشوء هذه الشخصية
في الأساس يعتبر العلماء أن عامل الوراثة هو الأساس، حيث تنتقل الصبغات الوراثية بالجينات من الآباء إلى الأبناء، كما يوجد نظريات تحيل الحالة إلى خلل في الهرمونات والجهاز العصبي.