تُعدّ الثعابين الكهربائية نوعاً من أنواع الأسماك البحريّة، وتعرف باسم Electrophorus electricus، أو سمك رعاش أو انقليس، وتستطيع هذه الثعابين أن تولّد طاقة كهربائيّة كبيرة تصل إلى ما يقارب الـ 600 فولت وأكثر، وبالتّالي فإنّ صدماتها الكهربائيّة قد تكون قاتلة في أغلب الأحيان. لكن كيف يمكن لهذه الثعابين توليد كل تلك الطاقة الكبيرة؟
كيف يمكن للثعابين الكهربائية توليد التيار الكهربائي؟
هذه الحيوانات المفترسة التي تعيش في المياه العذبة يمكنها توليد صعقة كهربائية كافية لقتل فرائسها.
تحتوي هذه الثعابين على أجهزة كهربائية مع حوالي 6000 خلايا متخصصة تسمى “electrocytes” وهي تعتبر مخزن مثل البطاريات الصغيرة. عندما تهاجم فريسة تطلق صعقة كهربائية كافية لقتل سمكة صغيرة أو إلحاق الضرر بالإنسان، وعندما يتم تفريغ هذه الخلايا في وقت واحد، فإن مجموع الشحنات الناتجة منها قد يؤدي إلى إنتاج فرق جهد يتراوح بين 350 – 650 فولت.
التاريخ الحيوي والبيئي للثعابين الكهربائية
في 19 مارس 1800، أمسك ألكسندر فون همبولت مع إيمي بون بلان بثعبان الماء الكهربي. وكانا في رحلة استغرقت خمس سنوات في غابات أمريكا الجنوبية، في طريقهم إلى نهر اورينوكو، وحين وصلوا إلى كالابوزو، اكتشفوا مستنقعات تعج بثعابين الماء، Electrophorus electricus. وأثناء بحثهما العلمي في سلوك ثعبان الماء، صُعِقا بشحنات كهربائية كبيرة. وقد أفاد همبولت أنه فقد الاحساس في مفاصله لمدة يوم بعد وقوفه مباشرة فوق ثعبان ماء. وقد علما أن جياداً قتلتها تلك الشحنات.
وفي 1808 نشر همبولت مقال تحت عنوان “مشاهدات عن ثعبان الماء في العالم الجديد”.
من المعروف بأن ثعبان الماء الكهربائي يعيش في الأنهار الطينية في شمالي أمريكا الجنوبية مثل نهري الأمازون والأورينوكو. ويبلغ طول هذا السمك حوالي 2.5 متر ولونه زيتوني بني، ويمثل ذيله الطويل المدبب أربعة أخماس طول جسمه الكلي. ولثعبان الماء الرعاش زعنفتان صغيرتان خلف الخياشيم وزعنفة طويلة على الجزء السفلي من جسمه. يتغذى الأنقليس على الضفادع والأسماك الصغيرة.