وضعت إحدى المجلات في بريطانيا نفسها في موقف مُحرج بعدما كانت تهدف إلى غرس حُب الطبيعة في نفوس الشباب، وذلك عندما قامت بقتل عشرات الآلاف من الحشرات الغريبة، كوسيلةٍ للتسويق لنفسها.
انتقد العديد من محبي الطبيعة متحف “التاريخ الطبيعي” أيضاً، وذلك لمساندته للقتل الجماعي لهذه المجلة في تلك الحملة التي وُجدت على غلاف مجلّة “الحياة الحقيقية للحشرات”. لكن ما هو هدف هذه المجلة الحقيقي في الإقدام على مثل هذا العمل؟
مجلة وزعت عقارب وعناكب ميتة مجاناً للأطفال.. فلماذا فعلت ذلك؟
تمّ التخطيط لـ60 غلافاً مختلفاً للمجلة، بيع كلّ غلاف وعليه نوع مختلف من الحشرات، بما في ذلك الدبابير والخنافس والعقارب والعناكب. ومن المتوقّع بيع الآلاف من النسخ لكل غلاف. وفقاً لما جاء في صحيفة هافينغتون بوست
على الرغم من الانتقادات الكبيرة إلا أن خبراء في متحف التاريخ الطبيعي أقرّوا بتأييدهم المجلة، مبرّرين الأمر بأنّ له “فوائد تعليمية”. وقال ماكس باركلي الذي يدير مجموعة الخنافس في المتحف، في دفاعه عن المجلة، “تعلّمتُ من الخبرة والتجربة اليومية، قوّة مجموعات التاريخ الطبيعي في بثّ الإلهام والسحر”.
وأضاف “ستكون المجموعة التي تقدّمها هذه المجلة، في يد شابٍّ محبٍّ للاستطلاع، بمثابة أداةٍ تعليمية قيّمة، ومن المرجّح أن تولّد لديه انتباهاً جادّاً”. وقال إنّ جمع الحشرات لم يكن أسوأ من (شراء حزمة من الجمبري المجمّد)، والذي يندرج أيضاً تحت بند اللّافقاريات مثل الحشرات. كما أظهرت جمعية (حياة الحشرات) مخاوف بشأن الأماكن التي تُجمع منها الحشرات.
انتقادات كبيرة
قال روس بابير وهو متخصص في علم الحشرات: “هذه وسيلة للتحايل على الناس، لشراء المجلّة”. وانتقد فكرة أن تكون الحشرات تماماً مثل الطوابع التي يمكن جمعها.
وانتقدت الجمعية الخيرية للحفاظ على الحشرات في بريطانيا، متحف التاريخ الطبيعي لتأييده للمجلة. وقال المتحدث باسمها، “لا ينبغي أن يكون المتحف مؤيّداً لعملية توزيع عشرات الآلاف من الحشرات الميّتة”. وبينما أقرّ بأنّ العلماء يقتلون عدداً صغيراً من الحشرات لدراستها، قال بأنّه لا يمكن تبرير قتل هذا العدد من الحشرات، من أجل التسويق لمجلة، وتحقيق مكاسب مالية.
وبدأت المجلة تحت شعار ناشيونال جيوغرافيك بنشر الإعلانات على القنوات التلفزيونية للأطفال. ويُظهر الإعلان عقرباً مغطاة بالبلاستيك الشفاف على غلاف المجلة. وظهر الإعلان كذلك في محلّات لعب الأطفال ومحلّات بيع الصحف بسعر يقارب 5.99 دولارات لكل غلاف.
رد متحف التاريخ الطبيعي: “لا داعي للقلق”
أشار متحف التاريخ الطبيعي على أنّ الحشرات تُربّى في الصين، وتُقتل بالغاز لتجنّب أي معاناة عند قتلها. ولكن مات شارديو، الرئيس التنفيذي لجمعية حياة الحشرات، يشكّك في كون الحشرات تُجلب من البريّة، الأمر الذي يمكن أن يضرّ بالبيئة المحلية، حيث قال شارديو: “هناك بعض الحشرات غير مناسبة لحياة المزرعة بسبب الطريقة التي تكون عليها دورة حياتها. فخنفساء الأيل مثلاً، تعيش كيرقات لمدة سبع سنوات، ثمّ تعيش كشخصٍ بالغ لسبعة أسابيع فقط”.
وأضاف “من الذي سيقيم في المزرعة سبع سنوات، ليحصل على كميّة من الخنافس التي سيستخدمها؟ كما أنّنا نعلم أنّ صيد الحشرات يجري بطريقة صناعية في الصين”.
وقال المتحدث باسم متحف التاريخ الطبيعي، أنّ تأييد المتحف لمجلة الحياة الحقيقية للحشرات، كان بسبب أنّ الحشرات المحفوظة ليست من الأنواع المهددة بالانقراض، وأنّها تولد وتُربّى وتُحصد باستمرار.