عادةً ما يُشعرنا الطقس البارد في فصل الشتاء بالخمول ويُثبّط من عزمنا على الخروج من المنزل. لكن قبل سحب البطانيات والجلوس بجانب المدفأة، يجب أن تُفكّر في الفوائد المحتملة من ممارسة الرياضة في الطقس البارد!
هل ممارسة الرياضة في الطقس البارد يُنقص الوزن بكفاءة أكثر من ممارستها في الطقس الدافئ؟
يبدو أن ممارسة الرياضة في الطقس البارد لها فوائد صحية عديدة، خاصةً مع زيادة الوزن المحتملة في فصل الشتاء مع تناول وجبات غذائية دسمة بحثًا عن الشعور بالدفء. ففي الوقت الذي يتجنّب فيه الكثيرون الأجواء الباردة، تعتبر التدريبات الشتوية خارج المنزل وسيلة ممتازة للتعرض لأشعة الشمس. حيث يُساعد ضوء الشمس على تحسين الحالة المزاجية إضافةً إلى الحصول على جرعات من فيتامين “د”، وذلك وفقًا لجمعية القلب الأمريكية “AHA”.
كما أن تمارين البرد تُعزز من مناعة الجسم في الفصل الذي تكثر فيه نزلات البرد والإنفلونزا. يُمكن لبضع دقائق في اليوم أن تُساعدك في الوقاية من الالتهابات البكتيرية والفيروسية، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا “CDC”.
نأتي للنقطة الأهم في الموضوع، وهي أن تمارين الشتاء تُساعدك على حرق المزيد من السعرات الحرارية أكثر من ممارسة نفس التمارين في أي وقتٍ آخر أو في الفصول الدافئة. ففي الطقس البارد، يحرص الجسم على الحفاظ على درجة حرارته دافئة في ظل درجة حرارة محيطة منخفضة. لذلك، يقوم الجسم بحرق مزيد من السعرات الحرارية لضمان استقرار حرارة الجسم بمعدّل دافئ، إلى جانب السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
وبغض النظر عن التمرين، أظهرت الدراسات أن التواجد في الخارج خلال طقسٍ بارد يُمكن أن يُحوّل الدهون البيضاء، تحديدًا الدهون في منطقتي البطن والفخذ، إلى دهون حمراء أو بنية، والغرض من الدون البنية هو حرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة. وغالبًا ما يُشار إلى الدهون البنية بأنها “صحية” لأنها تُساعد على حرق السعرات بدلًا من تخزينها.
كما أظهرت دراسة نُشرت عام 2014 في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي أن الناس لديهم علامات وراثية للدهون البنية في فصل الشتاء أكثر من الأشهر الدافئة. وهذا يُشير إلى أن الحاجة تزداد لحرق المزيد من السعرات الحرارية في فصل الشتاء لأن الجسم يعزل نفسه حراريًا عن الطقس الخارجي.
على الرغم من أن الطقس البارد قد يمنع البعض من ممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق، لكن التمرين في البرد له العديد من المزايا من التدريبات في المناخ الأكثر دفئًا. إذ لن تضطر للتعامل مع الحرارة والرطوبة في الطقس البارد. كما أن البرودة ستجعلك أكثر يقظة ونشاطًا. وفي البرد، يُمكن لجسمك أن يُنظّم حرارته بشكلٍ أفضل.
كما أظهرت العديد من الدراسات أن ممارسة الرياضة في درجات الحرارة القصوى، سواء الساخنة أو الباردة، يُعزز من قدرة الجسم على التحمل ويزيد من القدات العقلية. مع ذلك، من المهم أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة لتتّخذ الاحتياطات المناسب وإجراءات السلامة قبل الخروج.
نصائح لممارسة الرياضة في الطقس البارد بأمان..
تختلف الاستعدادت للتدريبات الباردة عن التدريب في الطقس الدافئ. كلاهما يتطلّب التغذية المناسبة وتزويد الجسم بالماء. في الطقس الأكثر دفئًا، يتكيّف الجسم مع المناخ المحيط، في حين لا يفعل جسمك ذلك في البرد. ففي الطقس البارد، يقوم جسمك بتضييق الأوعية الدمويّة بقوة والبدء بالارتعاش في وقت أبكر من المعتاد للحفاظ على حرارته.
بالنسبة للملابس، ابتعد عن ارتداء الملابس القطنية مباشرةً فوق الجلد، لأنها تمتص الرطوبة سواء من العرق أو المطر، ما يزيد من شعورك بالبرد. عليك أن تتّجه إلى اختيار ملابس من الألياف الصناعية كالبوليستر أو النايلون المُصمّم على أن يجف بسرعة. وإن كان الجو باردًا للغاية، يمكنك ارتداء قطعة ملابس إضافية من الصوف لتوفير دفئ إضافي.
استعن بالجوارب والقفازات لحماية أطرافك من البرد. كما ذكرنا فإن الأوعية الدمويّة تضيق في البرد، ما يُقلل من ضخ الدم إلى الأطراف. لذلك، عليك الحفاظ على حرارة الأطراف عبر ارتداء قطع الملابس الملائمة لها. بالإضافة إلى اختيار نوع حذاء يُقلل من فقدان الحرارة، ويُمكنك الاستعانة بأغطية الأحذية التي تُساعد الحذاء على الاحتفاظ بالحرارة.
وحيث أن تمارين الشتاء تزيد من احتمال تعرّضك للشد العضلي، فمن المهم ممارسة تمارين الإحماء قبل عشر دقائق على الأقل من الانطلاق للتمرين، وذلك لزيادة تدفّق الدم ورفع حرارة العضلات لتُصبح أكثر مرونة.
من الضروري أن تحرص على شرب الماء بكميات كبيرة حتى إن لم تكن تشعر بالعطش. فأنت تفقد فعليًا قدرًا كبيرًا من الرطوبة والسوائل عبر التعرّق دون أن تشعر بذلك. وإن لم تُزوّد الجسم بقدر كافٍ من الماء، تُصبح عرضةً للجفاف والإصابة بالصداع والدوار والإجهاد.
اقرأ أيضًا:
هل يمكن تحويل الدهون إلى عضلات بممارسة الرياضة؟
هل من الآمن ممارسة الرياضة أثناء الصوم ؟