وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التبغ يقتل قرابة ستة ملايين نسمة سنويا، منهم أكثر من خمسة ملايين شخص ممن يتعاطونه أو كانوا يتعاطونه، وأكثر من 60000 من غير المدخنين المعرضين لدخانه بطريقة غير مباشرة. ويرتبط التدخين بالعديد من الأمراض المزمنة التي تسبب الوفاة المبكرة كأمراض القلب وضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي على اختلافها. خلال القرن العشرين، تسبب التبغ بقتل 100 مليون حالة، وإذا استمر الحال فمن المتوقع أن يُصبح عدد الوفيات مليار خلال القرن الواحد والعشرين!
وعلى الرغم من مخاطر التبغ الكبيرة إلا أن بعض البلاد تتجه لزراعة التبغ لما يُدرّه من أرباح كبيرة، خاصة وأن العاملين بهذا المجال هم من الطبقة الكادحة الفقيرة ممن يبحثون عن لقمة العيش. على الرغم من وجود مصانع شهيرة وعلامات تجارية معروفة لصناعة السجائر، إلا أن مزارع التبغ في منطقة تشيليك بمقاطعة ألماتي بكازاخستان لا تزال تحتفظ بطابعها التقليدي الذي تأسست عليه منذ زمن الاتحاد السوفييتي. وقتها، كان للسجائر المصنعة في كازاخستان شعبية كبيرة لجودتها ورائحتها وطريقة تصنيعها الفريدة.
مراحل زراعة التبغ في كازاخستان
ولا تزال تتبع مزارع التبغ التقليدية في تشيليك نفس الخطوات لصناعة السجائر. فعادة ما تُزرع بذور التبغ في شهر فبراير، ثم تُنقل الشتلات إلى الأراضي المفتوحة في شهر أبريل ومايو.
وتسمى العلامة التجارية من هذا التبغ بتبغ النيكوتين. وهو على شكل نباتات ضخمة بأوراق طويلة يصل طولها إلى 1.5 أو 2 مترا.
تُحصد أولى أوراق التبغ في منتصف يوليو ويستمر الحصاد حتى أواخر شهر أغسطس، عندما تبدأ الأوراق بالتحول إلى اللون الأصفر. وتُجمع الأوراق بحزم كل حزمة تحتوي على 12-18 ورقة بحيث يتم جمع الأوراق السفلية أولا وخلال أيام تُجمع الأوراق المتبقية.
ويحرص العمال على ارتداء قفازات عند جمع الأوراق لكي لا تمتص البشرة عصارة الأوراق.
كما يتجنب العمال جمع الأوراق الخضراء الغير ناضجة لاستهلاكها فترة طويلة في الجفاف وتُصبح المواد الخام بها قاسية للغاية.
يُجمع حوالي طن من المواد الخام من هذه المزارع البالغ مساحتها 6 هكتارات.
يبلغ وزن كيس الأوراق الواحد 30-45 كجم.
ثم تُجمع الأكياس تحت سقيفة، وبعدها تبدأ الخطوات الصعبة لإنتاج التبغ.
تعتبر عملية توتير أوراق التبغ “ربطها معا” من أكثر الخطوات صعوبة خلال مراحل زراعة التبغ.
خلال اليوم الواحد، يقوم العامل بربط 20-25 حزمة من أوراق التبغ معا.
خلال ستة أشهر، يكسب العامل في زراعة التبغ من العمل المتواصل مبلغ 1000-1500$، لذلك يتوافد سكان قيرغيزستان وأوزباكستان على كازاخستان خصيصا في مواسم زراعة التبغ لجني المال وتحقيق الأرباح.
خلال العمل، تتحول أيادي العمال إلى اللون الأسود، علاوة على إصابتهم بداء التبغ الأخضر. وهو مرض شائع بين عمال زراعة التبغ تظهر أعراضه على شكل دوخة وطفح جلدي أحمر بفعل امتصاص الجلد لمادة النيكوتين من أرواق التبغ.
بعد أن يتم تجميع أوراق التبغ في باقات ومجموعات، تُعلق في الهواء الطلق لتجف بهدوء.
كلما كانت الأوراق أكثر اصفرارا، ارتفعت جودتها بين المحاصيل الأخرى، واعتبرت العلامة التجارية الأولى لأنواع التبغ.
الأوراق ذات اللون البني المحمر تأتي بالمرتبة الثانية، والتي باللون الأزرق المخضر بالمرتبة الثالثة، أما الأسود المخضر بالمرتبة الرابعة، وآخرعلامة تجارية الأواراق خضراء اللون.
اقرأ أيضا:
تقنية ذكية لزراعة نباتاتك دون الحاجة للتربة
طرق إبداعية ومذهلة في زراعة الزهور!