في غالب الأحيان عندما نرى شخصًا للمرة الأولى فإننا إما نُحبه أو نكرره مباشرة، وهذه الانطباعات الأولى التي نُشكّلها حول الأشخاص تستند إلى تعبيرات الوجه أو بعض الأمور الاجتماعيّة. فهي تؤثر على اختياراتنا للأصدقاء والأحباء، وتؤثر أيضًا على اختيارنا لمن نمنحه وظيفة ومن نطرده. بل وحتى على اختيار من نصوِّت له.
على سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة أن المرشحين ذوي الوجوه الأكثر جاذبية حقّقوا نتائج أفضل في الانتخابات المحلية الإيطالية. إننا نشكل هذه الانطباعات بسرعة كبيرة (لا يستغرق الأمر سوى 100 مللي ثانية) ويبدو أنها تتغير بعد أن نتعامل مع الشخص. لكن كيف يشكِّل مظهر الوجه انطباعاتنا الأولى؟
هل قابلت شخصا فأحببته أو كرهته من النظرة الأولى؟
تشير الدراسة الرائدة التي أجراها أليكس تودوروف عن تكوين الانطباع، إلى أننا نقيّم الوجوه غير المألوفة وفقاً لبعدين رئيسيين. ويبدو أن أحد هذين البعدين، وهو بُعد التكافؤ، يعكس تصوراتنا عن أن نية ذلك الشخص هي إلحاق الأذى بنا، ويرتبط ارتباطًا كبيرًا بمدى جدارته بثقتنا.
أما البُعد الآخر، وهو بُعد الهيمنة، فيبدو أنه يعكس تصوراتنا عن قدرة ذلك الشخص على إلحاق الأذى، ويرتبط ارتباطًا كبيرًا بمدى قوته البدنية.
وقد تكشَّف هذا النموذج ثنائي الأبعاد الخاص بالانطباعات الأولى، أولًا عن طريق عرض بعض صور الوجوه أمام بعض المشاركين الأمريكيين، وسؤالهم بأن يذكروا السمات الشخصية التي شعروا أنها تلائم كل وجه.
من ثَّم صُنِّفت هذه الوجوه وفقًا لهذه السمات، وخضعت لتقنيةٍ إحصائية تكشف عن الهيكل الذي تقوم عليه التصنيفات. وكان البعدان اللذان نتجا عن التحليل بعديّ التكافؤ والهيمنة.
في حين لا يبدو أنّ انطباعات التكافؤ القائمة على تعبيرات الوجه بشكلٍ خاص دقيقة، فهناك دليل دامغ على أنه يمكن تقدير القوة الجسدية تقديراً معقولًا اعتمادًا على تعبيرات الوجه وحدها.