يُعرف الدجاج بأنه أحد أكثر الكائنات المستأنسة إزعاجًا على الإطلاق، نظرًا لصوته المرتفع الذي يدل عادةً على بدء القتال بين الدجاجات (الإناث فقط وليس ذكور الدجاج).
ووفقًا لمربي الدواجن، فإن قتال الدجاج هو أمرٌ شائعٌ للغاية ينجم عن تربية أعداد كبيرة في مساحات صغيرة ومحدودة، ما يجعل الدجاجات تُهاجم بعضها بعضًا، وعادةً ما يتم استهداف العينين في البداية، وبمجرد ظهور الدماء، يُجن جنون الدجاجات لتُهاجم الدجاجة النازفة حتى الموت.
مثل هذه السلوكيات غير محبّذة لمربي الدواجن، خاصةً أنهم يستغلون مساحات صغيرة لتربية اللآلاف من الدجاج البيّاض، من أجل تحقيق الربح مع أقل تكاليف ممكنة. من هنا كان البحث منذ القِدم عن طرق من شأنها تقليل النزعة الدموية لدى الدجاج بالاقتتال وقتل بعضهم بعضًا.
وظهرت العديد من الحلول، من بينها كان فصل الدجاج في أقفاص أو زيادة مساحة تربية الدواجن، لكنها حلول مكلفة اقتصاديًا. ثم ظهرت طريقة أخرى وهي إزالة المناقير بشكلٍ جزئي بحيث تُصبح غير قادرة على مهاجمة بعضها بعضًا.
لكن طريقة معيّنة ظهرت لفترة من الزمن في الولايات المتحدة الأمريكية بشكلٍ خاص، وذلك خلال القرن العشرين، وهي جعل الدجاجات ترتدي نظارات أمام العينين!
كيف كانت النظارات تنجح في منع الدجاج من مهاجمة بعضه بعضًا؟
يبدو أن الدجاجات تُهاجم الأخرى التي تكون أمامها، وليست على جانبيها. من هنا كانت فكرة تصميم نظارات تحجب نظر الدجاجات عن ما هو أمامها، ما يمنعها من الهجوم.
وظهرت أشكال مختلفة من هذه النظارات وحصلت على شعبية كبيرة في القرن العشرين قبل أن تختفي تدريجيًا حتى لم تعد تُستعمل على الإطلاق. وبرزت عدة أنواع من هذه النظارات:
نظارات تحجب الرؤية الأمامية
أبسط أنواع النظارات التي صُممت للدجاج، وهي مشابهة للغاية للنظارات البشرية. وهي نظارات معتمة تُوضع على عيون الدجاجات لتمنعها من الرؤية الأمامية، وبالتالي الهجوم.
النظارات ذات الرؤية الحمراء
لأن الدجاج يثور عند رؤية الدم، برزت هذه النظارات لتلوين العالم الذي يراه بلونٍ أحمر أو وردي، ما يجعل تمييز الدماء أمرًا غير ممكن، وبالتالي تفادي الهجمات الخطيرة من قتال الدجاجات الدامي.
النظارات ذات العدسات المتحركة
نظارات مشابهة في فكرتها لتلك ذات العدسة الحمراء، لكنها كانت مزوّدة بعدسات متحركة لتمكين الدجاجات من التقاط الحبوب عن الأرض. لكن هذا النوع كان مزوّدًا بالعديد من القطع المتحركة التي جعلتها عرضةَ للتلف، كما أنها كانت أكثر تكلفة، وكانت سببًا رئيسيًا في التخلي عن فكرة النظارات والاعتماد على إزالة المناقير.
اقرأ أيضًا:
سيدة تجمع ثروة من صناعة “حفاضات” للدجاج!
هل حقًا يُمكن أن يعيش الدجاج بدون رأس؟!