قال المهندس والفيزيائي الصربي الأميركي نيكولا تسلا: “يبدو أنَّني لطالما كنتُ سابقاً لزمني”، إذ إن هذا المخترع غريب الأطوار كان رائدًا في تطوير الإذاعة، والتلفزيون، والمحركات، والروبوتات، والكهرباء، بالإضافة إلى تكنولوجيا التيار المتردد المستخدمة على نطاقٍ واسعٍ حاليًا، كما وكانت له اقتراحاتٌ بأفكارٍ غريبة. هنا قائمة من الأفكار المُستقبلية التي كان يعمل عليها تسلا، لكنها لم تتحقّق لأسباب مُختلفة.
اختراعات مذهلة لتسلا لكنها لم ترى النور
آلة الزلازل
في عام 1893، سجل تسلا براءة اختراعٍ لآلة تذبذبٍ تعمل بالبخار، والتي يفترض أن تتذبذب صعوداً ونزولاً لتوليد الكهرباء. وبعد ذلك بسنوات، أخبر بعض الصحفيين بأنَّه بينما كان يجرب ضبط آلته المتذبذبة يوماً في المبنى الذي يقع فيه معمله بنيويورك، تسبَّب في اهتزاز الأرض.
وخلال الاختبار، رفع تسلا قوة التذبذب، وظل يسمع صوت تصدع في الأرض، وأشار إلى أنه لو لم يقوم بتدمير الآلة بالمطرقة لانهار المبنى عليه خلال دقائق.
كاميرا الأفكار
كان تسلا يعتقد أنَّه بالإمكان تصوير الأفكار. وقد جاءه الإلهام بالفكرةِ حين كان يجري تجارب في عام 1893، وبعد ذلك بعقودٍ قال تسلا لصحفيٍ: “صرتُ مقتنعاً بأنَّ صورةً محددةً تكونت في الفكر لا بد أن تنتج صورة مناظرة على الشبكية، يمكن قراءتها بجهازٍ مناسبٍ”.
لقد تخيل المخترع إمكانية عكس صورةٍ على شبكيةٍ اصطناعيةٍ، ثم التقاط الصورة وعرضها على شاشة، وقال: “إذا أمكن تنفيذ ذلك بنجاحٍ، فإنَّ الأشياء التي يتخيلها الشخص يمكن عرضها بوضوحٍ على الشاشة لحظة تشكُّلها، وبهذه الطريقة يمكن قراءة كل أفكار المرء. وبالفعل ستكون عقولنا حينها كتباً مفتوحةً”.
الطاقة اللاسلكية
أمَّن تسلا في عام 1901 مبلغ 150 ألف دولار من المُموِّل لبناء برجٍ على شكل فِطر يبلغ طوله 185 قدماً على الشاطئ الشمالي لجزيرة لونغ آيلاند، قادر على نقل الرسائل والمكالمات والصور للسفن في البحر وعبر المحيط الأطلسي، وذلك عن طريق استخدام الأرض لتوصيل الإشارات.
وفيما بدأ العمل على إنشاء البرج الذي سمي برج واردنكليف، أراد تسلا تعديله بحيث يصبح قادراً على نقل الطاقة لا سلكياً، معتقداً من خبرته في الراديو والموجات فائقة الصغر أنَّه يستطيع إضاءة مدينة نيويورك عبر نقل ملايين الفولتات من الطاقة خلال الهواء. غير أنَّ مورغان لم يقبل بمنح تسلا أي تمويلٍ إضافيٍّ لخطته الطموحة، وتخلّى تسلا عن المشروع عام 1906 قبل أن يتم تشغيله حتى، ثم جرى تفكيك برج واردنكليف عام 1917.
الطائرات الكهربائية الأسرع من الصوت
كان تسلا يُفكر كثيرًا بالطيران منذ فترة الطفولة، وقد قام باستغلال معرفته في مجال الإلكترونيات مع الهندسة الميكانيكية في التفكير بالطيران بعد فشل برج واردنكليف. وفي مقالٍ نشرته مجلة “ريكونستراكشن-Reconstruction” في عام 1919، ناقش تسلا عمله في تطوير طائرةٍ أسرع من الصوت ستتمكَّن من الطيران على ارتفاع 8 أميال (12800 متر) فوق سطح الأرض، بسرعةٍ تمكِّن المسافرين من الوصول من نيويورك إلى لندن في غضون 3 ساعات.
واقترح تسلا أن يتم التحكم بالطائرة الكهربائيّة لا سلكيًا من محطات توليد الطاقة على الأرض. وقال تسلا في المقال: “إنَّ إمدادات الطاقة غير محدودةٍ تقريباً؛ إذ يمكن تشغيل أي عددٍ من محطات الطاقة معاً، موفرةً الطاقة للطائرات تماماً كما يجري تزويد القطارات التي تسير على القضبان الآن بالطاقة عبر الأسلاك أو القضبان نفسها”.
أشعة الموت
في ذكرى ميلاده الثامنة والسبعين، أخبر صحيفة نيويورك تايمز بأنَّه أتى بفكرة اختراعٍ بالغ الأهمية، سيجعل “جيوشاً مؤلَّفة من ملايين الجنود تتوقف فوراً”. وهذا الاختراع هو سلاحٌ حربيٌ سيقوم بتسريع جزيئات الزئبق إلى 48 ضعف سرعة الصوت داخل حجيرةٍ مفرغة، ثم يطلق شعاعاً عالي الكثافة “عبر الهواء بطاقة هائلةٍ إلى حد أنَّها ستسقط أسطولاً من 10 آلاف طائرة للعدو على بُعد 250 ميل (402.4 كم)”.
ومع أنَّ الصحافة شكَّكت في الأمر، فإنَّ تسلا اعتقد أنَّ “شعاع الموت” هو “شعاع السلام” الذي سيردع غارات الطائرات وجيوش الغزاة وينقذ الأرواح. وكان تسلا قد عرض اختراعه على حكومات دولٍ عديدةٍ، من بينها حكومة الولايات المتحدة الأميركية، لكنَّ الاتحاد السوفييتي هو البلد الوحيد الذي أبدى اهتماماً بهذا الاختراع، وقد تم إجراء اختبار جزئي له في عام 1939.