عندما تم افتتاح برج إيفل في فرنسا عام 1889، لم يكن هناك أحد يتوقع أن المهندس غوستاف إيفل سيُخلِّف لنفسه ذكرى ثانية ستخلده من جديد بعد هذا البرج، حيث قام غوستاف بتصميم شقة سرية في الجزء العلوي من البرج على ارتفاع 300 متر، وتقريباً لم يسمح لأي أحد آخر من دخولها.
وما يميز هذه الشقة الباريسية أنها لا تحتوي على كل وسائل الراحة والرفاهية التي تتوقعها من الذوق الفرنسي، بل تعمّد غوستاف باحاطتها بالبساطة على عكس تصميم البرج، حيث تم تغطية الجدران بألوان دافئة وبالألواح الزيتية، إضافة إلى أريكة خشبية صغيرة، وبيانو ضخم. لكنها تطل بالتأكيد على أفضل منظر قد تراه في مدينة باريس، ساحة “دي مارس” الخضراء التي تمتد أمام برج إيفل.
في كتابه “لاتور ايفل دي تروا سنت متريس” أي بمعنى (برج إيفل من 300 متر) للمؤلف هنري جيرار، يقول غوستاف أنه تلقى عروضًا لاستئجار الشقة ولو لليلة واحدة، ولكنه كان يرفضها باستمرار. مع ذلك فإنه كان يستقبل بها ضيوفه المعروفين بالمكانة المرموقة مثل توماس أديسون.
حافظ القائمون على البرج على هذا التقليد، ولم يتم فتح الغرفة أمام الزوار، إلا مؤخراً فقد تم فتحها رسمياً للجمهور. بعد طول انتظار، أصبح بإمكان الزوار لهذه الغرفة إلقاء نظرة على أجمل مكان في مدينة الجمال والنور.
نظرة من هذه الشقة على مدينة باريس