أصبح في الآونة الأخيرة سوء فهم لمفهوم اضطراب الوسواس القهري، كما يدل من اسمه فالأشخاص المصابون به ليس باختيارهم، حيث يشعرون بالعجز والغضب والإحباط والحزن. أراد المصور الأمريكي “دان فينسرميكر” أن يضع حدًا لسوء استخدام المفهوم، فتحدث إلى مجموعة من الأشخاص ليبيّن كيف تبدو حياة المصابين بالوسواس القهري.
المصور ذاته يعاني من هذا الاضطراب منذ أن كان طفلًا، ولم يدرك أنه يعاني من الوسواس القهري إلا في سن 23 عامًا، ولسنوات عديدة أخفى معاناته عن العالم الخارجي حتى قرر أخيرًا التواصل مع أحد النشطاء المختصين في هذا النوع من الاضطراب، ليساعده في تجاوز أزمته. وبشكل عام الوسواس القهري هو إيمان المرء بفكرة معينة تلازمه دائما وتحتل جزءًا من الوعي والشعور.
كيف تبدو حياة المصابين باضطراب الوسواس القهري ؟
إيثان سميث
حين كان طفلًا كان اضطراب الوسواس القهري ربما عاديًا حيث كان يميل لإحصاء، وتحقق الاشياء. وحين كبر أصبح لديه خوف من المرض، فكان يظن وجع الرأس سرطان. وفي أسوأ الأحوال، كان لديه خوف من أنه قد يسحق رأسه بيده، ويعتقد أن ذلك يندرج تحت “الأذى النفسي”. من بين الاضطرابات التي كان يعاني منها، خوفه من يديه، فكان ينام عليها لدرء مخاوفه!
نانسي وو
تعاني من وسواس أو عقدة الكمال والاكتئاب واضطراب القلق. لا تستطيع إتمام أي مشروع لخوفها من فعل الأخطاء، وعدم إنجاز الأشياء بدقة وكمال، فهي ترغب في أن تفعل كل الأشياء بشكل صحيح أو بشكل مثالي حسب معاييرها هي فقط. ولفترة طويلة ظنت أنها مجنونة أو عصبية، حتى اكتشفت أنها تعاني من اضطراب بحاجة لعلاج.
أنتوني سويلز
عاني بين عامي 2008 – 2009 من تحديات صحية جعلته يشعر بالعجز. في البداية كان من الصعب عليه التعامل مع ضغوط الحياة وقضى معظم وقته منعزلًا في غرفة نومه. حتى قرر ذات يوم أن يتجه للفن والرسم، وفي غضون أشهر أصبح جزءًا من معرض فني في سان فرانسيسكو. وقد استطاع تحويل طاقته إلى خلق عمل جديد، فكان الفن هو الطريقة الوحيدة لمواجهة العزلة والسلوك الاضطرابي.
إيريكا أتيريا
كانت تلجأ للفن للهرب من الواقع، لكنها اليوم تلجأ له لمشاركة الواقع، ولتكون صوتًا لمن يعاني من الفيبرومالغيا أو الألم العضلي الليفي (الشعور بالألم في جميع أنحاء الجسم، ولا يُعرف سببه) ومن الأمراض الأخرى مجهولة المصدر، حيث ترغب في أن تعكس معاناة المصابين بالمرض والعجز والألم والنفسي. كانت في الثالثة عشر حين بدأت أعراض الاضطراب القهري والقلق بالظهور، وكانت تحاول أن تكون طبيعية كالآخرين. ثم عانت بعدها من الاكتئاب نتيجة لحالتها الصحية. ترى إيريكا أن مفتاح العلاج لهذه الأمراض النفسية هو تقبّل حقيقة ما يعانون منه، مع تقبّل حقيقة الحاجة للعلاج.
ماري سامسون
ماري سامسون سيدة ليس لديها أطفال، إنما لديها قطة تُسمى مشمش، وهناك فكرة واحدة تلازمها طيلة الوقت وهي خوفها من أن يحدث لقطتها مكروه. تتخيل بشكل مستمر أن شيئًا سيئًا قد حصل لها، وتقول أنه أمر خارج عن إرادتها. ترى ماري أنها ستتحسن وتتخلص من خوفها إذا ما استخدمت تقنية التعرض ومنع الاستجابة (مواجهة المريض لمخاوفه).
لورا لافادور
أم لثلاثة أطفال، ولديها شغف كبير بالطهي وأعمال المنزل. لكنها عانت من اضطراب الوسواس القهري طيلة حياتها. بدأت الأعراض تظهر حين كانت مراهقة، ثم استمرت بالظهور لاحقًا، حاولت العمل جاهدة للسيطرة على الأمر. إحدى أعراض الوسواس القهري الذي تعاني منه هو حالة نادرة تُسمى “ميسوفونيا” وهو الانزعاج من أصوات محددة. وكذلك تعاني من الأفكار الدخيلة، وهوس الترتيب والنظام والتماثل. ترى من الجيد الحديث مع الآخرين حول تجاربهم، وعدم البقاء حبيس أفكارك.
اقرأ أيضًا:
أغرب الاضطرابات التي يعاني منها بعض الناس..ربما تسمع بها للمرة الأولى
