لا تخلو طاولات المطابخ أو المطاعم من عنصرين أساسين، وهما: الفلفل الأسود والملح. ونطرح سؤالين مهمين ما هو أصل الفلفل الأسود، والسبب الذي يجعله مرتبطًا بالملح؟
يرى علماء التاريخ أن السبب الذي يجعل الملح والفلفل مترافقين أن مجموعة من الطهاة الفرنسيين في القرن السابع عشر رأوا أن هذين النوعين من البهارات لا يسيطران على الطعم الأصلي للطعام. الملح موجود منذ القدم، وهو مركب كيميائي نجده في الطبيعة وهو كلوريد الصوديوم، حيث اكتشف الناس أنه يحسّن من مذاق الأطعمة. ويرى العلماء بأن الطعم المالح أحد أهم المذاقات، حيث تحتوي ألسنتنا على براعم تذوق خاصة بالطعم المالح.
وكان الفلفل الأسود أحد أهم السلع في الماضي، نَمَا في الهند، ثم أصبح معروفًا في أوروبا. وذلك في القرن السابع عشر الميلادي، حيث استخدمه الطهاة الفرنسيون في كثير من أصنافهم، ما منحه هذه الأهمية التي يتمتع بها.
لكن ما هو الفلفل الأسود؟ إنه ليس مركبًا طبيعيًا كالملح، فهو من فواكه غير ناضجة من نبتة تسمى بيبر نيجرم، وهي من نباتات الكرمة المزهرة، حيث تجف حبوبها لتتحول إلى “حبوب الفلفل”. ويعود أصلها إلى جنوب الهند. ويأتي الفلفل اليوم من الكثير من الدول، مثل: فيتنام، وإندونيسيا، والبرازيل، وماليزيا.
ولجعل حبوب هذه النبتة سوداء يتم وضعها في الماء الساخن ومن ثم يتم تجفيفها. وكلما تم تجفيفها كلما أصبح لونها أكثر سوادًا، وذات ملمس متجعد. ويتم طحنها إلى مسحوق الفلفل الذي نعرفه اليوم.
ولعلك تلاحظ أن الطهاة في البرامج المتلفزة يستخدمون مطحنة صغيرة، وذلك كي يبقى الفلفل طازجًا لأنه يفقد هذه الخاصية عند الطحن.
