غالبًا ما نلجأ إلى زيارة الطبيب عندما تظهر علينا أعراض أمراض معيّنة تؤرّق حياتنا وتُعرض صحتنا للخطر. في كثيرٍ من الأحيان، تكون هذه الأمراض امتداد لأمراض أخرى غير ظاهرة أطلق عليها العلماء اسم أمراض الظل كونها لم تظهر بعد.
ووجد العلماء العديد من الأمراض المرتبطة ببعضها البعض بطُرق مختلفة تحت مسمّى أمراض الظل. منها جينيًا أو بسبب سلوكيات صحية خاطئة أدّت إلى تفاقهم الأعراض وتمهيدها الطريق أمام الإصابة بأمراض أخرى قد تكون أشد فتكًا وقوة.
ما هي أمراض الظل ؟
Shadow Diseases هي ظاهرة اكتشفها العلماء لمرافقة بعض الأمراض الخفية لأمراض أخرى واضحة. هذه الظاهرة وعلى الرغم من غرابتها لكنها شائعة للغاية، وأثبتتها العديد من الدراسات الموثّقة. وغالبًا ما تكون هناك سمات مشتركة بين المرضيْن تمهّد الطريق لظهور المرض الثاني، أو وجود استعداد جيني في جسم الشخص الُصاب بالمرض الواضح ليُصاب بالمرض الخفي.
ما هي أشهر أمراض الظِل وأكثرها شيوعًا؟
مرض ارتفاع ضغط الدم والسكري
منذ عقود طويلة، لاحظ الأطباء وجود علاقة قوية بين مرضى ضغط الدم ومرض السكري خاصةً إن كانوا يُعانون من البدانة. وكانت دراسة شاملة أجرتها جامعة هارفارد على 38000 سيدة في منتصف العمر، استمرّت على مدار عشر سنوات، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم مهّد الطريق أمام الإصابة بمرض السكري.
فقد بيّنت الدراسة أن خطر الإصابة بداء السكري يرتفع إن كان الشخص مُصابًا بارتفاع ضغط الدم. ويظن الأطباء أن السبب في أن هناك علاقة شراكة بين المرضيْن يكمن في وجود علّة مشتركة، وهي ارتفاع التهابات الجسم واعتلال بطانة الأوعية الناتجة عن ذلك، ما يسمح للخلايا الملتهبة بتسبيب الضرر خارج الأوعية الدموية وفي النسيج المُحيط بها.
الشقيقة والسكتة الدماغية أو النوبة القلبية
الشقيقة أو الصداع النصفي، وُجد أنه يرفع احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية أو النوبات القلبية، خاصةً إن كان المُصاب يُعاني من الأورة Aura، وهي ظاهرة تنبيه حسي يشعر به مُصاب الشقيقة قبل بدء نوبة الصداع. وكانت الأبحاث قد ربطت بين الإصابة بالشقيقة والتعرض لنوبات قلبية أو سكتات دماغية بسبب اعتلال الأوعية الدموية التي يُصاب بها مريض الشقيقة، ما يجعله عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
بطانة الرحم المهاجرة “أندوميتريوس” وسرطان الجلد
يُعتبر مرض بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض الشائعة بين النساء، ويؤدي المرض إلى ظهور الرحم في منطقة خارج منطقة الرحم، أو في أماكن أخرى من البطن. وقد يُعتبر غريبًا أن يزيد احتمال الإصابة بسرطان الجلد أو الورم الميلانيني إن كانت السيدة مُصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة، لأنه كما يبدو ظاهريًا، ما من علاقة قريبة بين كلا المرضيْن.
لكن دراسة فرنسية أكّدت أن النساء المُصابات ببطانة الرحم المهاجرة هنّ عرضة أكثر بنسبة 62% للإصابة بسرطان الجلد بسبب احتمال حدوث خلل جيني يُسبب كلا المرضيْن.
داء الصدفية والنوبة القلبية
بعد دراسة إحصائية شاملة قام بها خُبراء وأطباء في جامعة بنسيلفانيا، شملت حوالي نصف مليون شخص، واستمرّت على مدار خمس سنوات، وجدوا أن احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية تزداد إن كان الشخص مُصاب بالصدفية. ويُعتقّد أن العلة المشتركة بين المرضيْن هو اختلال الجهاز المناعي لمرضى الصدفية، ما يؤدي لاحقًا إلى التهاب شرايين القلب ويهيّء الفرصة للإصابة بنوبات قلبية.
المتلازمة الأيضية وحصوات الكلى
المتلازمة الأيضية عبارة عن مرض خطير يتألف من عدة أعراض أهمها ارتفاع الشحوم الثلاثية في الدم، وارتفاع ضغط الدم، اعتلال تحمل السكر، وتراكم الدهون في البطن. وعادةً ما تُمهّد هذه المتلازمة الإصابة بأمراض أخرى مثل الآفات القلبية الإكليلية والسكري. لكن دراسة حديثة كشفت عن أن المتلازمة الأيضية تؤدي للإصابة بحصوات الكلى. وكشفت عن أن المصابين بالمتلازمة الأيضية معرّضين لتشكّل حصاوى الكلى بنسبة 54% أكثر من غير المصابين.
ويعتقد الأطباء أن العلّة المشتركة بين كلا الاعتلاليْن يكمن في زيادة كمية البروتين والصوديوم في الدم، ما يؤدي لتشكّل الحصوات في الكلى.
الربو التحسسي ومرض القلق المزمن
من الغريب أن يرتبط مرض جسدي بآخر نفسي، لكن دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا أثبتت وجود علاقة تجمع الربو التحسسي بالقلق والاكتئاب المُزمن. فأعراض مرض الربو مثل ضيق التنفس يُسبب بلا شك توتر وقلق نفسي، وبالمقابل تؤدي الاعتلالات النفسية إلى زيادة أعراض مرض الربو.
اقرأ أيضًا:
أمراض نادرة قد تجعل من تصيبه شخصًا خارق!
10 أمراض يُعتقد أن مصدرها الفضاء الخارجي!