يوم من حياتي .. سلسله تصدر (حسب التساهيل)
ويعتمد ظهورها في المقام الأول على أحداث يوميه طارئه أو عابره
يعني خذ وخل وملح وليمون .. وكل الأشياء الحامضه
عندما تُسن قوانين جديده تهدف في المقام الأول الى مصلحة المواطن والوطن بشكل عام
فإننا لانملك حياليها سوى التقدير والإحترام والكثير من الشكر والعرفان على الإهتمام بكل
مايختص بالمواطن مما يضمن له الأمان و العيش الكريم ..
آخر هذه القوانين هو حملة ]يكفي [ المروريه والتي كان هدفها هو القضاء على ظاهرة
السرعه الجنونيه والتي كان احدى أهم –إن لم تكن أهم- سبب في إرتفاع نسبة الحوادث في
المملكه حتى صُنفنا من أصحاب المراكز الأولى في نسبة الحوادث المروريه على مستوى
العالم!!
بالأمس .. كنت من هؤلاء الذين صرخت الحمله في وجيههم بعبارة يكفي!!
بسبب تجاوزي السرعه المحدده في احدى الطرق السريعه في الجبيل الصناعيه فـطُلب مني
بكل لطف أن اغادر سيارتي واسلم مفتاحها وآخذ أغراضي الشخصيه تمهيداً لسحبها ووضعه
في "الحجز" وتمهيداً لوضعي في "التوقيف"
كل الأمور الآن تبدوا منطقيه ولااعتراض عليها حتى تم وضعي في الباص المهتريء
بإنتظار أن يكتمل نصاب المقاعد حتى نُرسل جميعاً الى قسم المرور حيث سنحتجز هناك
لمده كثر اللغط حولها بين الجالسين بجواري يقولون 4 ساعات وغيرهم يقول 12 ساعه
وآخر يقول 24 ساعه وضابط يقول فقط ساعه واحده!!
بعد إنتظار حوالي الساعه والنصف إنطلق بنا الباص الجميل في رحلة أشبه بألعاب الملاهي
فبعد محاولات كثير لتشغيله و (دف وأنتع ياصالح) إنطلقنا بسرعه لاأعلمها بالضبط إل
أنها كانت بالتأكيد جنونيه وظهر ذلك جلياً في رؤسنا التي كانت تتمايل ذات اليمين والشمال
وتضرب تارة في الشباك الحديدي وتارة اخرى في أكتاف الآخرين ناهيك عن الحر الشديد
والكتمه الشديده داخل الباص الذي ربما صمم لنقل مجرمي الحرب وليس متجاوزي السرعه
فلا نوافذ مفتوحه ولا هواء داخل المقصوره!
نعلم تماماً إن "التوقيف" هو مكان للعقاب و(للحبس) ولكن أن نزج في غرفه صغيره جد
ويُحشر فيها مالايزيد عن 29 شخص مابين مواطنين ومقيمين وهذا نائم وهذا يدخن وهذ
واقف والحال مزريه إلى أبعد حد من ناحية النظافه .. فدورات المياه أعزكم الله مفتوحه
وروائحها الزكيه تعطر الغرفه الصغيره التي بلانوافذ ولا تهويه والنمل والصراصير تجد
من أجسادنا مرتعاً لها فهذا هو الغير مقبول أبداً ..
آخر دخول لي لقسم لشرطه أو مرور أذكر أنه كان قبل أكثر من 9 أو 10 سنوات بسبب
"خناقه" بسيطه .. إلا إنني بالأمس لاحظت ان ثقافة الشرطي لم تتغير إلا للأسوأ ولا أعلم
السر وراء هذه الثقافه وهذا الأسلوب الوقح في التعامل مع الناس وهذا الفوقيه الغريبه
والنظام السلحفائي لتطبيق النظام، فيكفي أننا دخلنا إلى التوقيف ونحن لانعلم كم سنجلس هناك
ولانعلم عن أي شيء سوى أننا موقوفون بسبب السرعه.
آخر الطرائف المبكيه في ذلك اليوم المشئوم اننا لم نخرج بسبب عفو أو إنتهاء مده!!
لكم ان تتخيلوا أننا خرجنا فقط لأن دفعه جديده من "المسرعين" زُج بها الى الغرفه
ولكن آخيراً تم إكتشاف أنه لامكان لهم في هذه الغرفه البائسه فتم الإفراج عنا ليتسع
المكان لهم!!
هنا لم تنتهي المعاناه فبعد أن خرجنا من التوقيف يجب ان نستكمل باقي الإجراءات وهذ
يعني أنه يجب أن ننتظر الضابط المسئول عن تسليم أوراق الثبوتيه لأصحابها إلا إنه لم
يتشرف بالوصول إلا في الساعه الثامنه والنصف!
وبعدها (دبّر نفسك) لتجد أي شخص ليقوم بإيصالك الى مكان حجز السياره والذي يبعد عن قسم
المرور قرابة الـ 20 كيلومتر وعندما تصل إلى هناك يُطلب منك أن تدفع قيمة "الونش" الذي
سحب سيارتك وطبعا لهم الحق هناك أن يطلبوا المبلغ الذي يريدون وليس لك إلا أن تدفع!
بالأمس .. حاولت أن أبقي إبتسامتي مرسومة على وجهي بداية من إقتناعي بأني مخطيء ويجب
أن أُعاقب وحتى خروجي من "المعتقل" إلا أن تلك الإبتسامه سرعان ماتحولت تدريجياً الى الكثير
من علامات السخط من جراء الكثير من التعاملات الغريبه والتي ذُكر بعضها أعلاه ولكن نقول
الحمدلله على كل حال ..
)يكفي) حماقات!!
حدث يوم أمس أن أوقف شخصٌ معنا من الجنسيه الكنديه ولكن نحن وضعنا في التوقيف أما هو
فقد جلس على مقعد وثير بإنتظار إنتهاء إجراءات خروجه بدون أي إيقاف وهناك أيضا حاول أحد
الضباط المنفوخي الصدر على المواطنين أن يتعلم ويتئتيء ببعض الكلمات الإنجليزيه لذلك الكندي
وهو يقول له بشكل مضحك ( تي تي؟ جيب تي؟ ) يعني : شاي شاي؟ نجيبلك شاي؟
فلماذا هذه التفرقه في التعامل مع الناس ؟؟ لانريد الشاي ولا غيره . فجلوسنا مع النمل والصراصير
أفقدنا الشهيه ولمدة شهر من الآن! مانريده هو التعامل الجيد والمناسب للناس بمختلف جنسياتهم
وإن كان إبن البلد أحق بذلك ,,
هنا يجب أن أقول لنفسي ( يكفي ) كتابه و ( يكفي ) سرعه
وأقول لكم .. لا أسرعتم ولا دخلتم توقيف بإذن الله ..
وشكراً لكل من واساني بعبارة : كفاره يامعلم .. ودمتم سالمين
مجرم حرب / جـاسـر
تابعونا في الحلقه القادمه إن شاء الله
(الساعه بخمسه جنيه .. والحسّابه بتحسب)
وفالكم طيب