بسم الله الرحمن الرحيم ..
أخواني وأخواتي أعضاء القروب .. اتمنى منكم قرائة هذا المقال الرائع .! اللي قريته واعجبني وحبيت تشاركوني قرائته وهو للكاتب .. فهد الأحمدي ..
متشابهان إلي حد النخاع
في عام 1979اعلنت الطبعة الالمانية لمجلة الريدر دايجست عن مسابقة لاختيار افضل قصة او حادثة شخصية مر بها احد القراء. ومن بين 7000قصة حقيقية اختيرت حادثة مأساوية وقعت لاحد الطيارين فوق البحر المتوسط.
فقبل أربعة اعوام كان الكابتن والتر كلينر يقود طائرته الصغيرة فوق البحر حين تعرض لعطل مفاجىء في المحرك الايمن. وامام هذا الظرف القاهر اضطر للهبوط فوق البحر حيث غرقت الطائرة وظل هو متعلقاً بطوق النجاة لعدة ايام بدون طعام او شراب. وبعد التحري تأكدت المجلة من صدق روايته (ومن ذلك العثور على هيكل الطائرة على عمق 10.000قدم تحت البحر). وبناء عليه حددت المجلة موعد تسليم الجائزة (في السادس من ديسمبر) وطلب رئيس التحرير من كيلنر احضار طوق النجاة معه "لزوم الاحتفال"!
ولكن قبل موعد تسليم الجائزة بيوم واحد وصلت الى رئيس التحرير رسالة من النمسا من شخص له الاسم نفسه (والتر كلينر) يدعي انه صاحب القصة الحقيقية. وبالتدقيق في الوثائق المرافقة بدأت سلسلة من المصادفات الغريبة تطفو على السطح، فالشخص الجديد لا يملك الاسم نفسه فقط بل والعمر والمهنة نفسيهما، وكان قبل اربع سنوات يقود طائرة من النوع نفسه وتعرض في المكان نفسه للمشكلة نفسها .. وها هو الآن يطالب بالجائزة نفسها!!
وهنا وقعت المجلة في حرج لأن كلا الروايتين صحيح.. ولكن بحس الصحفي الذي يبحث عن الاثارة قرر رئيس التحرير منح الجائزة مناصفة لكلا (الكلينرين) في موعد الاحتفال المضروب! الاغرب من هذا كله ان كلينر النمساوي تأخر عن موعد الاحتفال بعشر دقائق وحين دخل الى قاعة الاحتفال صعق الحضور من التشابه الكبير بينه وبين كلينر الألماني!!
وفي مايو 1974نشرت الصندي تايمز اللندنية نتائج مسابقتها لأفضل قصة حقيقية عن حوادث المصادفة. ومن بين اكثر من ألفي قصة فازت بالجائزة القصة التالية:
يقول السيد (د.ج.بيج) في عام 1940كنت احد اصغر الجنود العاملين في الجيش. وخلال الحرب العالمية الثانية بدأت اقلق من عدم وصول اي رسائل من زوجتي ـ التي تركتها على وشك الولادة. وفي النهاية اكتشفت ان رسائلي كانت تحول الى جندي آخر له الاسم نفسه في كتيبة اخرى.. وكان هذا الشخص لطيفاً الى حد انه بحث عني واحضر لي جميع رسائلي السابقة. كما قدم لي شتى انواع الاعتذارات لأنه فتح رسائلي خطأ!!
ولقد عذرته بالتأكيد، فاسمانا كانا متطابقين حتى ثالث جد.. بل كنا ايضاً متطابقين في السن والطول والتخصص ورقمينا في الجيش. وهذا التطابق الفريد سبب خلطاً بين رسائلنا حتى بعد انتهاء الحرب وعودتنا الى انجلترا. فبين الحين والآخر كانت تأتيني رسائل تخصه وكنت اكتفي بالكتابة على ظهر المظروف "الرسالة تخص شخص له الاسم نفسه يعيش في مكان ما في هذه المنطقة"!؟
وآخر سلسلة من المصادفات العجيبة حدثت في بداية عملي كسائق مترو في لندن. فبعد ثاني يوم فقط فوجئت بدائرة الضرائب تطلب مني مبلغاً اكبر من اللازم. وعند مراجعتي لتلك الدائرة اتضح انهم خلطوا بيني وبين (بيج الآخر) الذي علمت انه يعمل سائق اتوبيس في المحطة نفسه.. وبسرعة عدت الى مقر عملي لاقابله وما ان فتح الباب لأدخل حتى اصطدمت به يخرج!!!