نصيحة قبل ما تدخل .. إلبس الطَّاقيَّه
كنت يوما أظن أن للغابة قانونا يحكمها …
إلى أن سمعت بحكاية هذا القرد المسكين ..
ففى إحدى الأيام المشمسة كان النمر يعتلى إحدى الأشجار ممدداً ( بياخد حمام شمس ) مقلبا جسده فى تململ
فقد أصابه الزهق ..
إلى أن رأى هذا القرد المسكين يمر بجوار الشجرة ( لا بيه ولا عليه ) ..
فحدثته نفسه بأن يلهو قليلا ..
فنادى عليه …
– أيها القرد ..
رد القرد بصوت مرتعش بعد أن أفاق من ( الخضَّه )
– نعم سيدى النمر …
– إنت مش لابس الطاقية ليه …
القرد يرد فى تعجب وحيرة واستغراب … وكل علامات الإستفهام تعتلى وجهه الشاحب
– طاقية إيه يا سيدى …
فما كان من النمر إلا أن أوسعه ضرباً .. صفعاً وركلاً .. ( والذى منه )
ولم يتركه إلا عند ملاحظته أنه قد فقد الوعى … فتركه ومضى
وبعد أن أفاق القرد .. لم يدرى على وجه التحديد .. هل كان يحلم أم ماذا ..؟
وظل فى حيرة من أمره حتى مطلع شمس اليوم التالى .. وبالتحديد لحظة مروره بجوار تلك الشجرة التى يعتليها النمر …
– أيها القرد …
– هاه … نعم .. نعم سيدى النمر ..
– تقدم … إنت مش لابس الطاقيه ليه …
– طاقيه إيه ياسيدى …
ولم يسمع شيئا بعدها …. طاخ طيخ …
وفى صباح اليوم التالى … توخى القرد الحظر فلم يمر من ذات الطريق
لكن الحظر لم يمنع قدر …
فالصوت يأتيه من أعلى الشجرة البعيده …
– أيها القرد … تقدم … ألم آمرك بلبس الطاقية
– تقدم القرد … ولسان حاله يقول ( طاقية إيه ابن المجنونة دا )
وطاخ طاخ …
وعندما أفاق من غفوته … عفواً .. ( إغمائته ) قرر القرد أن يذهب إلى الأسد ليشكو إليه أمر النمر وما تعرض له من إهانة وضرب ( وخلافه )
– سيدى الأسد الملك … هذا ما حدث بالضبط .. أوَيحدث لى هذا وأنت مليكى
– لا عليك أيها القرد … سأتحرى الأمر .. وأعدك بشرفى ألا يعود لمثلها هذا النمر الأخرق
وبعد أن ودع القرد مطمئنا قلبه ( بلفه ) … ( بلفه = ليِّفه = ضحك عليه بكلمتين ) أرسل فى طلب النمر…
– ما ذا هناك أيها النمر … هل مازلت مصرا على إثارة القلاقل
– إنه الملل أيها الملك … ألهو قليلا
– وماذا تقصد بسؤاله عن الطاقية
– إنها وسيلتى للنيل منه …
نظر اليه الأسد فى سخرية متفحصاً قوة عضلاته وبنيانه القوى قائلاً
– على الرغم من قوتك إلا أنك لا تتحلى برجاحة العقل أيها النمر ( عبيط يعنى )
– زمجر النمر … ماذا تقصد أيها الأسد
– أقصد أنك تتبع الأسلوب الخطأ للنيل منه …
– ماذا تقصد ..
– تسطتيع أن تأمره بجلب تفاحة … فإن جائك بتفاحة حمراء فقل له … لماذا لم تأتنى بالتفاحة الخضراء … وطاخ طيخ
وإن جائك بالخضراء … فقل له لماذا لم تأتنى بالحمراء … وطاخ طيخ … هكذا .. شغل مخك ( مشاكلك كثرت ومش ناقصين شكاوى )
تبسم النمر فى خبث ولسان حاله يقول ( مش عارف من غير الأسد دا كنت عملت إيه … نافعنى صحيح )
وفى ذات اليوم لمح النمر القرد يمر من بعيييييد … فنادى عليه بصوت عالى.. فأسرع القرد إليه .. فلا حول له ولا قوة …
– نعم سيدى النمر …. ( وهمهم بصوت غير مسموع .. إحنا مش انتهينا من حكاية الطاقية والا الملك بيضحك عليا )
– ماذا تقول ….
– لا شىء سيدى النمر … لا شىء
– إذاً إذهب واحضر لى تفاحة …
…. فكر القرد قليلا قبل أن يقول …
– حاضر سيدى النمر .. ولكن هل تريدها حمراء أم خضراء أم صفراء
– فعاجله النمر بلكمات وركلات وصفعات وهو يردد …. إنت مش لابس الطاقيه ليه …
قام بدور الأسد ……
قام بدور النمر ……
وقام بدور القرد …….
أما عن الغابة فالأماكن معروفة جيداً
طارق المصرى