بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
,, أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
حياكم الله وبياكم ,,
وجعل الجنة مثوانا ومثواكم ,,
وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية ,
ونسأل الله أن يجعلنا من المقبولين
وأن يُعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار …
آمين ,,
كلكم تعرفون أن كل واحد منا تمر عليه مواقف جميلة يحبها ويشتاق إليها …,,
ومواقف لا يحبها ولا يشتاق إليها ولا يريد أن تتكرر له .. ,,
هذه سلسلة من المواقف والذكريات التي حصلت لي …
بعضها : مؤثرة , محزنة , طريفة , عجيبة , … وغير ذلك ..
أحببت أن أنشرها عليكم من خلال هذا القروب الرائع والمتميز ..
قروب أبو نواف ..
في كل مرة سأكتب موقفا ً أو موقفين فقط ..
مع ذكر الدروس والعبر المستفادة , و التنبيهات المهمة ..
ومع الموقف الأول :
(( كدت أن أموت )) ,,,
——————
هذا الموقف :
وهو الأشد والأخطر — حمانا الله وإياكم —
وأسأل الله — عز وجل — أن لا يتكرر لي ولا لأحد منكم .
وعنوان هذا الموقف هو :
(( كدت أن أموت )) ,,,
وقد حصل لي شخصيا , وكان معي أحد الأصدقاء الأعزاء
الموقف باختصار :
في 24/9/1425هجري — في رمضان الماضي ..
في منتصف الليل 11-12 تقريبا ,
من الرياض حيث نسكن …
حملنا عفشنا أنا وصديقي ثم توجهنا
إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث الأمن والإيمان وتنزل رحمات
الرحمن ,
وصلنا منطقة القصيم بعد حوالي 3 ساعات أو أكثر أو أقل ….
ثم سلكنا الطريق الجديد باتجاه المدينة ….
— ملاحظة : انتبهوا فليس فيه أي محطة بنزين على الخط نفسه حتى الآن !! —
ولكن ليست هذه مشكلتنا …!!!
المشكلة والكارثة تأتي بعد ذلك .
ولما قطعنا أغلب الطريق ولم يبقَ إلا القيل — أقل من 100 كم تقريبا ً —
حان موعد آذان الفجر فبحثنا عن محطة فلم نجد ,
فصلينا على قارعة الطريق ,
ثم أكملنا مسيرتنا …,, و واصلنا في طريقنا ..
قال لي صديقي : هل تشعر بالنوم ؟؟ هل تريد أن أساعدك ؟؟ هل تحتاجني ؟؟
قلت له : لا ,, جزاك الله خيرا ..,, خذ راحتك ..
فاتكأ صديقي وأخذ غفوة بسيطة ..,,
ففتحت المذياع (( الراديو ))
— وكان فيه درس للشيخ أبي بكر الجزائري— شفاه الله وعافاه — آمين
وكان المذياع — مشوشا — وصوته ليس صافيا نوعا ما ……
ثم جاءت الكارثة والطامة والمشكلة الكبرى حيث بدأ يسري في جسدي و رأسي وبين
عيني ومن أمامي ويدور حولي …… ما هو ؟؟
هو شيءٌ اسمه:
___ النعاس ___
==================
الرجل المسافر الذي كان خلفنا في نفس الطريق يقول لنا فيما بعد :
كنت أرى السيارة تتمايل وتجنح يمينا ويسارا !!! وكان مستغربا ً متعجبا ً
..!!
=================
الخلاصة :
بدأت أنعس وأغفو ثم أصحو وكأن شيئا ً لم يكن !!!
كنت أتوقع أنني أستطيع أن أقاوم و أواصل القيادة بشكل جيد ..
ولكن في إحدى الغفوات ..!!
— نعوذ بالله من الغفوة ومن الغفلة —
جنحت السيارة إلى اليسار ثم إلى اليسار رويدا ً رويدا ً ولم أشعر بها …!!
(( أخوكم في الله نايم )) ..
فلما خرجت عن مسارها وانحرفت ودخلت في التربة الجانبية … عندها :
استيقظت من غفوتي فجأة ً !!!! يااااااااااااااا الله .. !! ياااااااااا إلهي
..!!
(( وش السالفة يا ولد ؟!! )) وبالفصحى :
ما الذي جري ؟
ولا تسل عن ما جرى بعد ذلك !!
أمسكت بعجلة القيادة – بالدركسون- بقوة ثم لففت عجلة القيادة – الدركسون – إلى
اليمين بقوة وشدة ,
ولم أتمالك نفسي من شدة الموقف — أريد أن أرجع إلى مساري.. .. أريد أن تعود
السيارة كما كانت … !!!
ولكن هيهااااااااات هيهات ..!
1- ولأن اللفة كانت قوية .
2- ولأن السيارة كانت مسرعة .
لم نرجع إلى مسارنا بل __ (( كدت أن أموت )) أنا ورفيقي __!!!
يا الله ,, يا الله …
لطفك بنا يارب …
اللهم سلم سلم ..,,
صديقي قام من نومه فجأة مذهولا مرعوبا :
ما الذي جرى ؟؟ ماذا حدث ؟؟
وأنا أقول بسم الله بسم الله ,, لا عليك لا عليك !!
والسيارة لا تزال تمشي ولكن على جنبها ..!!
— هي تمشي سيدا ولكن بالعرض —
والكفرات تصرخ بأعلى صوت ..,
— يعني كأننا نفحط وأخذنا نطلة جانبية قوية طويلة مدى —
ثم انعطفت بقوة ….. ثم رجعت إلى الوراء بسرعة شديدة .. ,, (( عكسية ))
ونحن ننتظر الإنقلاب …
انقلبنا انقلبنا انقلبنا … لا لا لا لا … يا ولد ..!! أي أي لا لا ..
يا رب ..!!
الله يستر ,, الله يستر .. لم ننقلب ولله الحمد ,, ولكن : … حدث ما حدث ؟؟
اصطدمنا بــ ……. ,, وتعلقنا بــ ……. !!!!
بعد زحفة طويــــــــــلة جداً – على البيبان يا سنايدي –
ولما توقفت السيارة واستقرت ..,
نزل صديقى منها مسرعا مذهولا ومشى حتى منتصف السكة -الطريق- ثم رجع ..!!!
بدون شعور !!!
أنا استغربت منه .!! وكنت أظن أن جواله سقط منه وذهب لكي يأتي به ,, ولكن ثبت
لي أن جواله موجود ولكنه أسرع بدون شعور ,, هكذا ذهب ثم عاد من هول الصدمة
وشدة الموقف وفجأته حيث كان نائما ً ,,
أتت إلينا الدوريات وأمن الطرق …
وقبلهم أتى بعض أهل الخير ..
ولا تسل عما جرى بعد ذلك من الحوسة والدوسة والغربلة والتكاسي — والمشي —
الكعابي —
والحمد لله على كل حال ..
=========
ولكن :
الحمد لله على كل حال ,,
لم يصب أحد منا بمكروه — ولله الحمد —
=========
ثم تيسرت الأمور ومشت السيارة مشياً مريضاً عجيباً – نوعاً ما –
بتوفيق من الله أولا ً ثم بمساعدة أهل الخير الذي ساعدونا في
تعديلها ..
وتغيير الكفر ,, ودفوا السيارة حتى رجعت … وراحوا قبلنا ,,
الشاهد أننا يوم مشينا سبقناهم ..!!
فانطلقنا إلى المدينة — طبعا متوجهين مباشرة إلى الصناعية —
أعود وأقول وصلنا إلى المدينة المنورة على ساكنها – أفضل الصلاة والسلام –
وصلنا ولسان حالنا يقول :
وقالوا:" وصلتَ مطارَ المدينهْ "
فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ
ثرًى أم ثراءً وطِئتُ ! وحِرتُ
وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ
طويْتُ المكانَ، طويْتُ الزمانَ
طويْتُ الشّراعَ ،أَرحْتُ السفينهْ
وقلتُ: أسـارعُ ألقى النبيَّ
تعطّرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ
وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي
أُداري حياءً دموعاً سخينهْ
وغامتْ رؤايَ ، وعُدتُ سوايَ
وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ سَموتُ عبرتُ السماءَ
وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
سـجدتُ أُلبّي .. أسـائلُ ربي
لِينصرَ جُندَ النبيِّ و دينَهْ
وجئتُ المَقـامَ .. أُريد السلامَ
وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينَهْ
ولاحَ الجلالُ.. وباحَ الجمالُ
ذكرتُ رياضَ الخلودِ وعِينَهْ
مدينةُ حِبّي مـَراحٌ لقلبي
سناءٌ، صفاءٌ، نقاءٌ، سكينهْ
بقرب حبيبي سكوني وطيـبي
أقِمْ يا زمانُ! أقمْ في المدينهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الأوانُ
فقلبي حزينٌ، وروحي حزينهْ
وقلتُ: " أعودُ إذا شاء ربي"
وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ
===============
الدروس المستفادة :
1- عدم السفر ليلا .
2- لا تسافر وأنت تشعر بالتعب أو النعاس والنوم .
3- المحافظة على أذكار السفر .
4- الحذر من السرعة الزائدة .
5- أن يكون المسافرون ثلاثة فأكثر … فهذا أفضل .
6- عند التعب أو الشعور بالنعاس توقف مباشرة , وخذ قسطا من الراحة وتنشط …
7 – احرص على تعبئة تانكي الوقود قبل أن تمسك الطريق الجديد , حيث لا يوجد
محطات مباشرة على الخط .
============
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلت عليكم ولكن أعذروني ..
وانتظروا قريبا ً :
– قصتي .. مع جدتي في مكة ..
– قصتي مع عنيزة ..
وغيرها ..
و دمتم بخير
أخوكم :
السياسي