السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لجميع اعضاء هذه المجموعة الموقرة
خاطرة راودتني هذا الصباح
فاثناء قدومي الى موقع العمل في السابعة والنصف صباحا, وجدت اناس يتجمهرون حول شخص ملقى على الارض والشرطة حوله
في البداية ظننتها جريمة قتل, فترددت في النزول (ولكن كما تعلمون الفضول اقوى)
نزلت من السيارة فوجدت شخصا يجلس متربعا وراسه يكاد يصل الى قدميه (متدليا)
ووجدت الشرطة (الاسعاف) يحاولون ايقاظه
فادركت ان الحادثة هي مجرد ان شخص سكران حتى وصل الى هذا الحد.
الغريب! هل تعلمون كم عمر هذا الشخص؟؟؟؟ لا اظنه يتعدى 16 سنة!!!!!!!!!!
جاء بعض الاشخاص وسألوا :شو ! معطيها (اي هل هو سكران) فاجابه الشرطي :نعم
وعم المكان ضحك ممزوج بالأسى على هذا الشاب.
والكل ينظر اليه نظرة ازدراء وقد بل ثيابه وفقد عقله واصبح ينظر الى ما حوله كالمجنون ولا يدري ما جرى حوله
سؤالي, لو رأى هذا الشخص هذا المنظر قبل ان يسكر, هل كان سيكمل سكره
فلنفرض ان الشاب لا يعلم او لا يريد ان يعلم ان السكر حرام, ولكن انسانيا لو رأى شخصا آخر وهو في هذه الحالة (كالدواب بل ان الدواب افضل منه) فقد اصبح يمشي هائما, لا يدري ما يفعل, وقد بلل ثيابه, والناس حوله يضحكون…
واقسم لو ان شخصا اراد ان يسرقه او اراد ان يعمل فيه ما يشاء, لاستطاع ذلك دون اي مقاومة منه فقد كان الشرطي يلطمه حتى يستيقظ وهو لا يشعر بشيء.
هل هذا ما يريده الشخص الذي يسكر!!؟؟!!
لذلك اطلب من اي شخص قد تعود السكر, او يريد ان يجربه, ارجوك اذهب في اول مرة الى الاماكن التي يسكر بها رفاق السوء ولكن في الساعة الرابعة فجرا( حيث يكونون في اشد حالات السكر) وانظر الى حالاتهم, وكيف يتكلمون, حاول ان تلطم احدهم عشر مرات وانظر ما هو رد فعله,ارفسه, اوقعه ارضا فلن يستطيع ان يفعل اي شيء لك.
اذا اعجبك هذا المنظر واردت ان تصبح مثله, فاذهب في اليوم التالي مع رفاق السوء, ولكن دلني على المكان الذي ستذهب اليه كي اصورك وارسل لك صورتك عندما تستيقظ!!!!!!!!!؟؟
سؤال آخر الى اولياء الأمور الذين لا يسألون عن اولادهم وقد تأخروا الى هذا الحد, ألم يخطر ببالك ان ابنك ربما يسكر مع اصحابه في سهرهم.
لقد كان لي صديق, وكان يسهر مع اصحابه كل ليلة خميس ولا يعودون قبل الرابعة او الخامسة فجرا, وعندما سالته عن السكر قال: انا لا اسكر ولكن اصدقائي يسكرون!! واحيانا نعيدهم الى منازلهم محمولين, وعندما سالته (وابوك؟؟ الا يسالك اين كنت, قال لا. ابي يثق بي كثيرا)
يا الله, ماذا سيجيب الآباء يوم القيامة عندما يسالهم الله عز وجل عن تربيتهم لأبنائهم, هل هؤلاء الآباء الذين لم يسالوا ابنهم ولو لمرة واحدة (أين كنت, مع من كنت, ماذا فعلت…) هم آباء حقا, ام انهم مجرد أشخاص لا يمتلكون ادنى حس من الأبوة, اما هذا الشاب فسالته (وماذا تفعل اذن مع رفاق السوء هؤلاء, الا تخاف على نفسك ان تصبح مثلهم).
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يبعدنا وأبنائنا عن هذه المستنقعات القذرة, انه على كل شيء قدير.
وعذرا على الاطالة ولكن المنظر أثر بي كثير
إن اصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
اخوكم في الله
عبدالرحمن
من الاردن