اعلن علماء عن مشروع طموح لإستنساخ ماموث حي من بقايا متجمدة لماموث مات في صحراء سيبيريا قبل اكثر من 40 الف عام , وكان علماء احياء من جامعة شمال شرق سيبيريا عثروا على بقايا ماموث محفوظة بشكل جيد جدا في جزيرة مالي ليالوكوفسكي بتاريخ مايو 2013 , وقام العلماء بتسمية الماموث المكتشف باتر كب Buttercup (قالب الزبدة بالعربية).
الماموث حيوان ضخم يشبه الفيل ويزن ثمانية اطنان في المتوسط ويغطيه الصوف الكثيف ولقد انقرض منذ عشرة الالاف سنة .
يتعاون علماء من الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية في مشروع مشترك لإستنساخ ماموث في سابقة هي الاولى من نوعها في التاريخ, وصرح احد علماء الجينات العاملين في المشروع انسونج هوانج لصحيفة الاندبندنت : “اعادة هذا الحيوان إلى الحياة البرية من خلال الاستنساخ او هندسة الجينات سيأخذ وقتا طويلا جدا ونحن نحاول ان نحقق ذلك في جيلنا الحالي “.
ويضيف العالم هوانج : ” زملاؤنا الان ما زالوا يعملون على تحليل خريطة الجينوم من بقايا باتركب Buttercup , وهذه عملية طويلة ومعقدة ومن المستبعد ان تكتمل فى المستقبل القريب ” .
بعض العلماء يعارضون فكرة اعادة الحيوانات المنقرضة إلى الحياة من جديد بسبب ما يتطلبه ذلك من تجارب على حيوانات حية من عصرنا شبيهة بالحيوان المنقرض ,في حالة مشروع استنساخ باتر كب ستكون الافيال هى فأر التجارب ,ويعتبر هؤلاء العلماء ان التجارب غير مبررة بسبب الالم والمعاناة التى ستصيب الافيال المستهدفة , وهذا ثمن باهظ لا يجب ان تدفعه حيوانات عجماء من اجل طموحات وأحلام مجموعة من البشر.
استنتج العلماء من خلال عملية التشريخ ان باتر كب Buttercup انثي في الخمسينات من عمرها , انجبت ثمانية دغافل طوال حياتها (الدغفل هو صغير الفيل) , ولها نفس حجم فيل اسيوى اى انها اصغر بكثير من الماموث الطبيعي , معظم جسدها ورأسها وثلاثة من ارجلها وخرطومها حفظت بطريقة ممتازة على الرغم من اعتقاد العلماء انها قتلت بهجوم من حيوان مفترس.
وصفت الدكتورة تورى هيردج خبيرة حيوانات الماموث فى متحف التاريخ الطبيعي الشعور الجارف الذى اعتراها عند فحصها لبقايا الماموث باتر كب لأول مرة :” كانت من افضل اوقات حياتي وتتساوي فى اهميتها مع ليلة زفافي “.
“المعلومات التي استنتجت من عملية التشريح , فتحت اعيننا على تفاصيل حياة وموت باتر كب , والدراسات المستقبلية لعضلاتها و اعضائها الداخلية ستضيف المزيد من الفهم لنا عن هذا الكائن المدهش “.
لكن الدكتورة تستدرك :” عملية الاستنساخ ستكون طويلة وقاسية , اعادة تخليق ماموث حي لا تبرر المعضلة الاخلاقية التي ستصاحب هذه العملية”.
تعتقد الدكتورة تورى ان انثى فيل اسيوي ستستخدم كأم بديلة وتحمل فى رحمها مرغمة جنين الماموث لإثنين وعشرين شهرا ثم تأتي عملية الوضع والتى قد تسبب ضررا على الام البديلة وفى نهاية المطاف قد يموت الجنين بعد فترة وجيزة من الولادة .
وتضيف الدكتورة تورى:”اكثر خطوة اساسية فى هذا المشروع واكثرها اثارة للجدل , هي استخدام العلماء لانثي فيل كأم بديلة , ولضمان نجاح هذه الخطوة يجب اجراء عدد كبير جدا من التجارب الميدانية على الكثير من الافيال الاسيوية والتي ستعاني خلال تلك التجارب دون ذنب اقترفته”.
على الطرف الاخر يقول البروفسور ايان ويلموت من جامعة ادنبرة :” اذا كان لدينا ايمان كبير بأن ناتج عملية الاستنساخ ماموث سليم وبصحة جيدة , فعلينا ان نمضي قدما , فما يمكن ان نتعلمه عن حيوان ماموث حي ويتنفس لا يقدر بثمن” .