السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إياك أن تتأخر .. قد حذرت .. فلا تلم إلا نفسك بعدها .
(لا تتأخر فأنت مطلوب لدينا)
لماذا تأخرت.؟!.. أجل أنت .. ألست تقرأ كلماتي هذه .. إذن أنت المقصود .!. ألم ترى اللافتة التي وضعتها لك .. أظنها طلبت منك ألا تتأخر .. لا بأس دعنا نسرع إلى القاعة قبل أن يدخل القضاة..
==============
هاهي القاعة مكتظة بالناس، أرأيت تأخرك ماذا فعل !، المهم دعنا نبحث لنا عن مقعد نجلس عليه قبل أن تبدأ الجلسة .. ها هو .. أدخل أنت أولاً .. ممممم !! تنح قليلاً لأجلس ..! .. جيد .. انظر .. لقد دخل القضاة .. وهناك إلى اليمين .. لقد ادخلوا المتهمة ..
(طق .. طق .. طق )
اصمت .. لقد بدأت الجلسة .. هشششششششششش ..
==============
-" أرجو أن تتفضل يا حضرة المدعي العام .".
ذاك هو المدعي العام .. أرأيته .. هناك في أقصى اليسار .. هششش .. لقد بدأ ..
-" شكرًا لك حضرة القاضي .. أيها السادة الكرام .. إن بين أيدينا قضية من أغرب القضايا وأبشعها على الإطلاق .. فهذه السيدة على الرغم من مسحة الحزن التي تبديها لاستدرار عطف الحضور الكريم.. فإنها قد ارتكبت جريمة كبرى في حق زوجها المسكين .. الذي فوجئ بها وقد عادت إلى بيتها بعد طول غياب .. وهي ترفض الحديث عن مكان غيبتها بأن تدعي نوبات من الفزع والهستيريا كلما سألها عن ذلك .. وتقع الكارثة بأن تضع مولدًا لا يمت بأي صلة لزوجها المخدوع بها .. وكأي إنسان جرحت كرامته وخدع من أقرب الناس إليه .. فقد أقدم زوجها على طلاقها صونًا لما تبقى من كرامته .. لكن هذه المجرمة لم تكتفي بما فعلت بل أقدمت على زهق روح الوليد بكل قسوة .. لذا يا حضرة القاضي .. أطلب من حضرتكم إيقاع أقصى العقوبات على هذه المجرمة .".
==============
لا تندهش مم سمعت .. معك حق .. فنظراتها الكسيرة لا تشي بقبح فعلتها .. لكن دعنا لا نتسرع في الحكم .. انظر .. إن محامي الدفاع يطلب الإذن بالكلام .. فلنصغ .. هششش .
-" حضرة القاضي .. إن جميع ما أدلى به حضرة المدعي العام صحيح .. ولا أنكر أن موكلتي قد صدر منها ذلك ..".
ياه .. بدت الهمهمة تسري في الحضور .. ألا يمكن أن يغلقوا أفواههم قليلاً .. هشش .. لقد غضب القاضي ..دعنا نستمع .. هششش.
-" لكن .. يا سيدي .. دعنا نسأل أنفسنا عن السبب الذي دُفعت لأجله موكلتي لاقتراف تلك الجريمة .. أيها السادة .. إن موكلتي ليست الأولى ولا الأخيرة التي فُعل بها ذلك .. أقول فُعل بها لأنها قيدت إلى ذلك مرغمة .. ولو دققنا النظر لرأينا أنها الضحية .. فالمرأة المسلمة التي تعيش تحت وطأة هجمات الصليب الغادرة .. ماذا ينتظر منها .. أين زوجها عنها عندما تعرضت هي للاختطاف من منزلها على أيدي الصليبين .. أظن يا سيدي أن الأمر قد توضح للجميع .. وعلم من أين طفلها جاء..! ورفضها الحديث ناجم عن قسوة الأهالي بالنسوة اللاتي يقعن في قبضة وحوش بشرية لا ترحم
وقبل أن أنهي كلامي .. أرجو من حضرة القضاة أن يستدعوا الجاني الفعلي ليدلي بشهادته ..".
==============
أتسمع .. إنه يطلب استدعاء الجاني الفعلي – حسب قوله – .. من تظنه يكون يا ترى ..؟! .. انتبه فالقاضي يهم بالكلام .. هشششش ..
-" فليتقدم الشاهد ..".
الحاجب:- " الشاهد .. السيد القارئ ".
أنت .. أنت الجاني .. لا أصدق .. وأنا الذي أقول أنك طيب .. اذهب بسرعة .. لا بارك الله بك ..
القاضي:- " قل ورائي .. والله العظيم أقول الحق ولا شيء غير الحق ..".
أنت :- " ———".
القاضي:- " ما الذي تعرفه عن هذه المرأة ..؟!".
أنت:- " ———".
القاضي:- " إذن أنت على علم بما تتعرض له هذه المرأة وغيرها من النسوة .؟!.".
أنت :- " ———".
القاضي:- " أ صحيح أنها طلبت منك النجدة مرارًا وتكرارًا ..؟!".
أنت :- " ———".
القاضي:- " ماذا كانت ردة فعلك تجاه ذلك..؟!".
أنت :- " ———".
القاضي:- " ألك شركاء في فعلتك تلك ..؟!".
أنت – دعني أخمن -:- أجل يا سيدي .. إنها القابعة هناك وعلى وجهها قناع البراءة والطيبة .. إنها كاتبة الموضوع ..!".
قبحك الله .. لم حشرتني في الموضوع .. إنه خطأي منذ البداية .. كان يجب علي أن أسد فمك وجيوبك حتى لا تورطني معك ..
القاضي – بعد النظر في أقوالك -:- حكمت المحكمة حضوريًا على كل من قارئ الموضوع وكاتبته بـ ..".
(أدع لك مهمة إصدار الحكم المناسب علي وعلى نفسك ..)
أختكم / يراع