هذه أول مشاركة لي .. اتمنى لكم الاستفادة ..
في الصميم (إلى الشباب … كيف تختار وظيفتك ؟!)
في ظل أزمة الوظائف التي تتفاقم يوما بعد يوم لا يستـطيع أحد منا أن يتصــــور أن بإمـــكانه الاختيار و أظن أنــك حين تبشر قريب أو صـــديق عــــادي ونضع تحت كلمة (عادي) عشرة خطوط – بأنك وجدت له وظـــيفة وبلا شـك ستنفتح أساريره ويخفق قلبه ولا استغراب لو هم برأسك ليقبلها.
في مكالمة هاتفـــية لأحـد الزملاء اللذين تخرجوا معـي من الجامعة فسـألته عن أخبار عمله فكان رده يثبت أنه فعلا لا مجال للاختيار فهو لم يقبل في أي وظـــيفة تقدم إليها قائلا مـع ابتسامة هادئة ساخطة (أنا ما أتوظفت) بالطبع لم أستغرب ذلك وأظن انك أيضا لم تستغرب ذلــك وفي مقابلة لآخر لم يتخرج بعد سألته ما هو نظامك اليومي قال لـي (احضر المحاضرات وارجـــع البيـــت وأتغدى وأنام واخرج مع الشباب ….. ) وانتم تعرفون البقية ، حينها فهمــــت أحد الأسباب التي من أجلها لم يوفــق زميلي الأول.
أعزائي.. في بلدنا الغالي جهــات تدعم السـعودة من الجهات الحكـــومية والمشـــروعات والشـركات والمؤسسات الخاصة والمخصصة.. ولكن بين الواقع المشهود و كل تلك الدعــائم أكثر من حــلقة مفـقودة ولأصل إلى مقصدي ..تعال معي ننظر بشكل عام ما هي خطوات التوظيف التي اتبعــــها السابقون حتى تم تعيينهم (مجرد تأمل) : قطاع عمل به وظائف شاغرة أو تحتاج إلى توطين وظائفها.بالإضافة إلى شباب مؤهل و (مميز).و قناة لربط طالب الوظيفة بالقطاع.حلقات لو ربطت بشكل جيد لوجدنا مــشروع الحصول على وظيفة مشروع ناجح وذلك (مجرد تأمل) ولعل ما قصدته من تأمل تركيبة عقد مشــــروع الحصول على الوظيفة الناجح هذا هو ذكر كلمة (مميز) لان تلك الكلمة بمثابة مربط الفرس لتعرف كيف تختار وظيفتك؟.
فما استطيع أن ألخصـــه أنه قد يكون الشاب مؤهلا مثل زميلي صــاحب المكالمة الـــهاتفية ولكنه (عادي) و(غير مميز) , إذن لكي تختار وظيفتك تحتاج إلى أن تكون (سبعا) تستــطيع بقوة تميزك عن الآخرين أن تختار وظيفتك من بين الوظائف المتوفرة في غابات سوق العمل بتقوية ذاتك العـــلمية والعــملية بتأهيل نفسك بدورات علمية ومحاضرات ثقافية وبحوث تقنية واجتماعات عامة ومؤتمرات اقتصـاديه وحـــلقات دينية بالتدريب الميداني الصـيفي بمجالسة الفاهمين والعارفين بالسؤال عن كل غامـــض بعدم اللامبـــالاة، بمحاضرات تطوير الذات بالتفكير في مجال علمك بعمق … بكل طريقة شرعية ترى أنها تســلك بك إلى أهدافـــــك .. ولا تعـــــتمد كما أعتمد الآخـــــرون (العــــاديون) لان (السبع) لا يعـــــتمد على غــيره في اصطياد .. وظائفه...
هاني سامي برديسي
———————————-
نشرت هذة المقال في رسالة كلية المجتمع بجدة – يناير 2005