بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله
وصحبه ومن واله وبعد
فارجو المعذرة ان كان في العنوان ما حرك المشاعر وهيّج شعر الرأس والبدن الا انها حقيقة واقعة وأمر يجب تداركه والوقوف عنده والنظر فيه بكل تفحص وعناية ومن ثم التوصل الى قرار ثابت ومحدد مبني ومستمد من فتوى شرعية صادرة من جهة موثوقة لا تقل عن هيئة كبار العلماء او مجمع الفقه الاسلامي
والقضية هي كما يلي :-
هناك مرضى في مستشفياتنا يتعرض الواحد منهم لأمراض معينة قد ينتج عنها تلف عضو او مجموعة من اعضائه الهامة كالرئتين والكلى والكبد و و .. الخ
ويتوقع الأطباء حينها أن وفاة هذا المريض باتت قريبة لا محالة ( وفقا للحسابات الطبية والتجربة والمشاهدة لحالات مماثلة ) فيجتمع مجموعة من ارفع درجات الاطباء لإصدار نموذج اسمه د. ن. رD.N.R – ومعناه او ترجمته الحرفية تعني "لا تقم بعمليه الانعاش " Do Not Resuscitate"
وهذا يعني ان هذا المريض اذا توقف قلبه فانه لا يخضع لعمليات انعاش القلب والرئتين ويترك جثة هامدة الى ان تنتزع روحه ، والأعمار بلا شك أولا وأخيرا هي بيد الله تعالى ولكن ما نقوم به اليوم هو وقوف على ما هو في متناول ايدينا ومدى مشروعية هذا الفعل من عدمها اذا ما نظرنا الى وجهات النظر المتباينة فيه
قرار الطبيب الاستشاري الذي يتخذه يعتمد على عدة أسس من أهمها:-
1- التشخيص السريري لموت الدماغ
2- تخطيط الدماغ الدال على التأثر الشديد في الدماغ
3-الأشعه المقطعيه للدماغ
و عوامل أخرى منها:
العمر و الامراض المزمنه لدى المريض
– ووجهة نظر الأطباء (او قل بعضهم على الأقل ) مفادها ان ذلك المريض الذي تلفت اعضاؤه مثل الكبد والرئتين او بالمثل الذي توفي دماغيا هو في حكم المنتهي حتى وان عاودوا انعاشه مرة أخرى ومكث أياما بعدها على قيد الحياة وفي المقابل هم ينظرون الى هناك مشكلة خطيرة تترتب على ذلك التمديد وهو ان هذا المريض سيحجز سريرا في العناية المركزة قد يحتاجه مريض آخر صغير في السن او سليم الاعضاء ولا يحتاج الا لبعض الاجراءات او التدخل الطبي البسيط لتعود حياته الى طبيعتها ولكن بسبب شغل ذلك السرير وعدم الاستطاعة لتنويمه في العناية فانه يتوفى بعد ان يكون اقرب في الاحتمالات من ذلك الي توفى منذ ان تلفت اهم اعضاء الحياة فيه بل ويذكر أحد الطباء عبر هذا التحقيق قصة واقعية حدثت لسيدة مسنة تلفت لديها الرئتين والكبد وطالب بعض الاطباء اصدار نموذج – د. ن . ر – الا ان الطبيب المسؤول رفض التوقيع فلم يصدر النموذج ، وهم في تلك الاثناء يأتي للعناية المركزة فتاة شابة في العشرينات وتحمل جنينها في بطنها وتحتاج لبعض الاجراءات في العناية المركزة ولكن بسبب حجز ذلك السرير لم تتمكن المستشفى من عمل شئ لها وانتظرت حتى توفت الفتاة الشابة ثم مكثت العجوز اياما فتوفت هي الأخرى
ومن هنا كان لزاما ان نلقي بهذه القضية الهامة والحساسة جدا أمام الجهات المسؤولة لتنظر في ابعادها وتعاود ترتيب الحسابات والقرارات فيها وأطرح مجموعة من الاسئلة التي ارجو ان تفتح افاقا وابعادا مهمة في الموضوع عند دراسته:-
– هل كل من توقف قلبه في المستشفى اصبح في حكم الموتي ؟؟؟ يقول احد الأطباء "أن حوالي 17% % من هؤلاء عادوا الى حياتهم الطبيعية بإذن الله ثم بعد عمليات انعاش القلب والرئتين ،( وهذه الدراسة كانت تشمل مرضى صغار في السن ولا يعانون من أي أمراض) إذن بقرار كهذا سيكون هناك نسبة من المحتمل نجاتهم وعودتهم للحياة كانوا معرضين للقتل بتوقيع نموذج – د.ن.ر –
– ثم هل يعقل ان يترك قرارا يتعلق بحياة او موت انسان بعيدا عن الحكم الشرعي او الاستفتاء او اصدار فتوى شرعية ثابتة وواضحة من هيئة او لجنة او محكمة تدرس الحالة دراسة مستفيضة وتنظر للموضوع من جميع أبعاده الشرعية ( وارجو ان لا يفهم اخوتي الأطباء الكرام ان هذه الفقرة تهدف الى الانتقاص من علمهم او مكانتهم فحاشى وكلا ) بل على العكس تماما فنحن نسعى لخدمة جميع اطراف القضية بما فيها الأطباء مما قد يحل عليهم من اتخاذ قرار بتوقيع نموذج د.ن.ر او عدم توقيعه من احتمالات المساءلة امام الله تعالى بعقوبة وتهمة ان من قتل نفسا مسلمة فكأنما قتل الناس جميعا ، او الذين لم يشاركوا في القرار بنفس التهمة لانهم لم يدعوا المجال لأصحاء وصغار في السن لتلقي العلاج فيتسببوا في موتهم ؟؟ كيف لو سئلوا امام الله تعالى يوم الحساب بأي ذنب قتل اؤلئك فماذا عساهم ان يجيبوا ؟؟؟
– ثم من مساءلة واتهام أهل وذوي المرضى انفسهم … فهل يطلع أحد من أهل وذوي المريض او المريض نفسه على ان هناك قرارا قد صدر في حقه يقضي بتركه عند حاجته للانعاش وهل يتم التوقيع على النموذج من احد هؤلاء
– هل طرحت هذه المقارنة والمبررات اما الجهات التشريعية وتم ايضاح الصورة حول حالة وطبيعة المريض الذي تلفت اعضاؤه وبين الآخر الذي يحتاج فقط لقليل عمل وجهد ليعود لحياته الطبيعية في الوقت الذي يتم حجز المكان ربما لأسابيع او اشهر كم يأتي فيها من مرضى مؤهلين للعلاج لظروفهم الصحية الفضل
عدة اسئلة تطرح نفسها ونتمنى ان يتم إطلاع المسؤولين عليها ومن ثم الحصول على فتوى شرعية بعد شرح الحالة بالتفصيل واعادة دراسة الأمر ومن ثم الوصول الى قرار نحمي به الأطباء والمسؤولين انفسهم من احتمال المساءلة الشرعية ثم من عذاب الضمير وعتاب اهل المتوفى وربما مقاضاتهم لو عرفوا بما حدث لمتوفاهم
وأخيرا اقول – فلنتعاون من اجل ايصال هذا الموضوع الخطير لآهل القرار للبتّ فيه ذلك ان ضرورة وخطورة الامر تتجسد في محورين هامين جدا
1 – فهي اما على المريض الذي صدر في حقه قرار عدم الانعاش وتركه يموت
2- او من ناحية اخرى في ان يصاب الانسان العادي بمكروه ويضطر الاطباء للتدخل الطارئ والسريع فاذا به يقعد منتظرا الى ان يتم تفريغ مقعد او سرير فيلقى هو الآخر مضاعفات او وفاة لهذا السبب ( والاجل عند رب العالمين وحده لا شريك له )
منقول …