في إحدى الدورات التدريبية الرائعة التي تشرفت بأن أكون أحد الحضور ، والتي كانت تتحدث عن التغيير في الحياة للأفضل ، ساق لنا المحاضر عدة وصايا لكتب عظيمة ، أحد هذه الكتب هو كتاب : (من الذي حرّك قطعة الجبن الخاصة بي ؟ ) للمؤلف سبنسر جونسون ، والذي يتكلم عن قصة أربع شخصيات صغيرة ، يبحثون عن قطع الجبن في متاهة ، فأران اثنان منهما كسولان جداً وهما “هيم وهاو” ، حيث وجدا مزيد من الجبن في محطة ما من المتاهة ، فأكلا منها ولم يفكرا بأن هذا الجبن سينفد ، وعاشا دون تفكير ، وبالفعل نفد وتحرّك الجبن ، ولكن المشكلة الأعظم أنهما رفضوا أن يتحركوا للبحث عن مزيد من الجبن في المتاهة ، وأخذوا يلقون اللوم على غيرهم ، بعكس زميليهما “سنيف وسكوري” ، فهما قد تحركا مع الجبن كلما تحرّك ، وعاشا حياة أسعد من غيرهم ، إلى نهاية القصة الممتعة والشيقة والتي تحمل معانٍ كثيرة حول التغيير .
فقطعة الجبن –كما ذكر المؤلف- تمثل استعارة مجازية عما تريد تحقيقه في العمل الذي تعمل به ، والذي بالتأكيد لن يستمر على نمط واحد ، بل سيتحرك ويتغير ، والناجح من يتغير معه ولا يتوقف ، والفاشل من يقف حائراً متردداً ، ويلقي اللوم على الآخرين ، ويتبرأ من ذنوبه ، لينسب الخطأ إلى غيره من مدير أو زميل عمل أو غيرهم .
سأترك الكتاب جانباً وأذهب إلى قطعة الجبن الخاصة بـفهد .
فهد موظف يعمل في مجال الصحة ، ويعيش في دوامة العمل اليومي الروتيني ، وهو في أتم راحة ، ومكان عمله صغير والزوار يمثلون نسبة لا بأس بها .
لكنه رشح للعمل منتدباً إلى أحد الأسواق المزدحمة بالمتسوقين ، بل إن هذا السوق هو السوق الرئيس في المنطقة ، وكان انتدابه ليعمل في مجال التوعية الصحية حول الأمراض المزمنة كالسكر والضغط .
يقول فهد : ” اتصل بي مديري وأخبرني بترشيحي لهذه المهمة الجديدة ، ترددت كثيراً ، فالمكان جديد ، والناس سيلتفون بكثرة ، وكل الظروف المحيطة جديدة ومتغيرة ، ولم أكن معتاداً عليها ، وقد تحركت قطعة الجبنة الخاصة بي ”
لكن فهد عزم على التغيير ، وتحرّك مع قطعة الجبن الخاصة به ، وقال : ” سأجرب وسأنجح –بحول الله وقوته- ” .
فذهب بكل نشاط وهمّة ، ليفاجأ بأن العمل هناك رائعاً وممتعاً ، والناس يتلهفون لمعرفة أحوالهم الصحية ، ومما زاده سعادةً أنه اكتشف الكثير من حالات السكر والضغط في أناس لا يعرفون أنهم مصابون بهذين المرضين .
أتدرون لمَ تغيّر فهد وغيّر ونجح واستمتع ؟
بالطبع هو توفيق الله له ، ولكن من أهم أسباب نجاحه ، أنه لم يكن أسير البيئة القديمة فقط ، لأن أصحاب هذا التفكير العقيم يصعب عليهم التغيير ، ولأنه اقتنع بتحرك قطعة الجبن الخاصة به ، لذا لم يتوانَ أبداً في التحرك صوب قطعة الجبن الخاصة به ، ولم يجلس أسيراً للماضي الجميل ، ولم يلقي اللوم على الآخرين ، بعكس غيره من العاملين ، الذين يرفضون حتى أن يتغير لون جدار مكتبهم فضلاً عن مكان عملهم ، لأنهم قد اعتادوا على هذا الروتين اليومي !!
لذلك فإن ركائز النجاح في العمل والحياة دوماً دعاء الله أن يوفقك في عملك ، ثم التأقلم مع متغيرات العمل ، ومتغيرات الحياة بشكل أوسع ، وأن هذا الحل هو الحل الأصح ، بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين ، والجلوس في دوامة الماضي الجميل .
لذا –أخي وأختي- تحرّك دوماً كلما تحركت قطعة الجبن الخاصة بك !!
وما يدريك لعل الجديد هو الأمتع المفيد ؟؟
والخيرة فيما اختاره الله لك !!
محبكم : يوسف الدهمشي
مدونتي
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر
كلالالالام ميييه الميييه والله عجبني جدا جدا بس اش تسوي بالناس اللي كل ماتجي تغير من نفسك للأفضل يحطمونك بكلامهم ويرجعوك لورآ < حالة صعببه صرراحه ! تسسلم يدك ع كل كللمة مرا عججبني الكلام ^^
me just me أشكرك على لطافة عباراتك وكلامك العاطر . تذكر أن للنجاح والتغيير ضريبة -في بعض الأحيان- ، وتخيل معي لو أنك تغيرت ثم نجحت -رغم التثبيط- ، كيف سيكون شعورك ؟؟ ثم انظر لهؤلاء المثبطين ستجدهم هم أول من يهنئك ويلتمس رضاك ، وتنقلب سخريتهم إلى ثناء وإعجاب بك . وقد درس العلماء سير المبدعون فوجدوا أنهم محط سخرية في بداية أفكارهم ، لكنهم الآن محط احترام وتقدير ، وسميت الشوارع والجامعات باسمهم . ألم تسمع بأن انشتاين ، والذي يعرفه الصغير قبل الكبير الآن ، ويعتبر من العقول السيامية ، وممن غيّر العالم بنظرياته النسبية ، طرد من مدرسته ، بل وكان مدير المدرسة الذي يدرس بها يقول له : أنت فاشل ، ولن تنجح في أي شي أبداً ؟؟!! وصدقني -أيها الفاضل- لو سلم بشر من الكلام والتثبيط والسخرية لسلم منها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وإخوانه الأنبياء من قبله . دمت بود ..