نعود لكم من جديد في سلسلة “علماء الأمة” وهي سلسلة أسبوعية أطلقناها لنتحدث وإياكم عن أعظم من نهل من العلم وردَّ لهذا العالم بعضاً مما فتح الله به عليه، فتاريخنا وحاضرنا يزخر بمن يستحقوا أن نتذكرهم ونتحدث عن عظمة إنجازاتهم.
في زمنٍ أصبح يُشار به للمسلمين بقلة وشح الإنجازات في المجالات العلمية نستذكر هذا الرجل الذي مهد الطريق للعلماء من بعده ليطوروا علم الكيمياء والذي يعد أحد أهم العلوم في عصرنا ،هو جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الذي برع في علوم الكيمياء والمعادن والصيدلة والذي يعد أول من استخدم الكيمياء في التاريخ.
ولد أبو الكيمياء في عام 117 هجري “737 م” في مدينة حرّان في سوريا وكانت بوادر ظهور العباسيين وما صاحبها من معارك سبباً لهجرته لليمن والتعلم هناك ومن بعدها هاجر وعائلته للكوفة في العراق، لتكون نهايته في عام 197 هجري في سجن الكوفة بعد أن تم سجنه من قبل العباسيين على إثر ثورة كانت قد قامت ضدهم.
ترك جابر بن حيان أثراً كبيراً من بعده لهذا العالم، فقد ترك خلفه 3000 مخطوطة في الكيمياء، وهو من اخترع القلويات في علم الكيمياء وكذلك ماء الفضة واخترع ماء النشادر وهيدروكسيد الصوديوم الظاهر بالصورة أعلاه والذي يستخدم بصناعة الصابون والحرير الصناعي، ويعد أبو الكيمياء أحد أهم من دعى للإهتمام بالتجربة والنتيجة ونقل الكيمياء ليكون الدور العملي أكثر فاعلية بها والصورة أدناه تظهر أحد هذه الأدوات التي طورها واستعملها ابن حيان.
إضافة لما ذكرناه فإن إنجازات العالم إبن حيان تتجلى في عدة مواضع ونستذكر منها اكتشافه للصودا الكاوية وأول من اكتشف حمض النتريك كما واكتشف التولد الذاتي، أما بالنسبة لكتبه فيعد كتاب أسرار الكيمياء أحد أشهر كتبه بجانب أصول الكيمياء ونهاية الإتقان وغيرها من الكتب التي تصل في مجموعها ل 15 كتاب بجانب رسائله.
انتظرونا في الأسبوع القادم إن شاء الله.