دائماً ما كنت ارى قيح بعض الأغبياء على صفحات الأنترنت أو الجرائد وكنت أتقزز جداً جداً ,
ولكن أن أرى وأسمع القيح والقبح مباشرة من صاحبها فهذا ما يغيض ,
دعوت على وليمة إفطار عند أحد الأصدقاء وكان هذا الصديق قد دعا من الناس جميع الأصناف , المتردية والنطيحة وما أكل الكلب
بدأ التعريف هذا فلان بن فلان وهذا فلان بن فلنتان ,,,,,
حتى وصل إلى قوله وهذا فلان بن فلان الفلاني الكاتب في جريدة …..
جلسنا وكما هي عادة كتاب النكبة لدينا بدأ هذا الابله بالكلام .
أرغى وأزبد بلا حنق وبلا جلطة حتى بان بياض لعابه العفن على حدود شفاه السياسية .
وجال وصال في كل مواضيع الكون حتى إنك لتقول أنه محرك جوجل ولكن بالإتجاه الآخر .
أنا كنت من الصامتين ,, المؤدبين فموقف الأمر لا يعدو كونه وليمة
كانت قناة التلفاز تبث الطواف عند الكعبة وكان الموقف روحاني لولا مايشوبه من خلفية صوتية لهذا الأبله ..
حتى وقعت الواقعة ….
ونطق بالرجس الذي إسترعى ذهني وفكري وإذني
وقال معلقاً على التناقض الأمريكي من ناحية سياستها الخارجي
قال : التناقض موجود في كل شيء حتى في الدين .
ومع إحترامي لديننا الحنيف إلا أن فيه تناقض كثير جداً .
( صديقي إلتفت إلي وهو يبتسم )
تكلمت أنا وقلت : مثل ماذا ؟
قال وهو كانه يفكر : كثير جداً جداً
قلت : أعطني شيء واحد من الكثير جداً جداً .
قال : سأعطيك شيء واحد سيكفيك , أنت تعلم كم هو مقدس لدى الدين أن تفعل الأعمال باليد اليمنى ومن ناحية اليمين .
مثلاً الأكل باليمين و دخول المسجد بالرجل اليمنى والسلام باليمين والكثير الكثير .
قلت : نعم صدقت .
قال : ولكن أنظر للتلفاز ! ماذا ترى ؟
قلت : أرى الكعبة
ضحك وقال : أنظر كيف يطوف الناس على الكعبة , يطوفون من اليسار لليمين وقد تركوا الكعبة عن يسارهم ! وفي هذا أقرب لك على التناقض الغريب .
أعتدلت في جلستي وقلت : أولاً هذا في إعتقادي ليس بتناقض وهو أولاً وأخيراً من علم الله .
ضحك وقال : هذا هو دائماً ماتقولونه حين يسقط في أيديكم .
قلت : أنتظر أصلحك الله أنا قلت أولاً ولا تستعجل
المسائلة رغم ماتقول هي لعلم يعلمه الله وما أعلمه أنا أنك ماتعده تناقض في فكري المحدود عندي ليس بتناقض ,
أولاً لهذه المسائلة عندي تفسيران
تفسير تاريخي وتفسير فيزيائي فبماذا تريد أن أبدأ
ضحك وأسكت
قلت في نفسي السكوت علامة الغباء
قلت : أولاً حين بنى إبراهيم عليه السلام البيت بمعاونة ابنه إسماعيل كان إسماعيل يناول لابيه الحجر وهو أعلى حجر ليرفعه
ولك أن تتخيل أنك في مكان إبراهيم عليه السلام ( كرم الله الخليل عن وجهك العفن – قلتها في نفسي -) وإسماعيل ناولك حجر بيدك اليمنى ثم وضعته ثم أخذت حجرا آخر فوضعته يمين حجرك الأول ثم هكذا دواليك حتى تجد نفسك وأنت تسير بعكس عقارب الساعة كما هو الطواف ,, وهذا ماجعل الطواف تتبعاً لسيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يبني البيت .
هل فهمت ؟
أسكت ولم يجب ولا أدري هل كان سكوت غياء وعدم فهم أم تكبراً وجحوداً
قلت : هذا ماساقه فكري رداً عليك تاريخياً أما فيزيائياً فمن حكمة الله كون الناس يطوفون هكذا أن فيه راحة نفسية وبدنية لهم ,, قلي كيف ؟
قال : كيف ؟
قلت : أنت تعلم أن مكه في النصف الجنوبي من الأرض ولو فتحت صنبور مياة المغسلة وجعلت الماء يصب لوجدته يدور من اليسار إلى اليمين مشكلاً دوامة مائية تماشياً مع طبيعة الجاذبية ولو كنت أنت في النصف الشمالي لكان العكس ودار من اليمين إلى اليسار , وهذا معروف فيزيائياً .
هذا ما يسر علي الله ومنه علي رداً على ماتعده تحدي وإسقاط يد وإلا لهذه القضية حلول لا يعلمها إلا الله .
وصدقني أن المسائلة لاتهمك بكونها من اليسار إلى اليمين إنما ما يهمكم من الإستهتار والبرجوازية الفكرية التي تعتقدونها فيكم .
وتنتقصون من الدين ما لاتفهونه وما تفهمونه أيضاً
وأنا صدقني لا أعتب عليك لما قلت اليوم لولا ترسباتك الماضية في جريدتك
وبدلاً من خوضك التحديات معتقداً أنك لن تجد لما تسأل جواباً أقول لك
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)
فبهت الذي كفر وساد الصمت
وألتفت إلى التلفاز وجموع الناس تطوف وأنا أستغرب كيف لمثل هذا أن يصوم وعن ماذا يصوم ؟
سبحانك الله وبحمدك
(ابوشمس)
تعليق