ألقى بكلمته دون تردد !
ثم انصرف .. أخذ صديقه لوحة ودعا بمسمار .. ثم غرزه فيها !
جاء بعد فترة .. ما قصة اللوحة ؟؟
سترى بعد وقت .. وذهب .. بعد مضي زمن .. ألقى بكلمة جارحة أخرى .. أخرج صديقه المسمار الأول .. وغرسه في مكان آخر على اللوحة ..
وهكذا .. مع كل كلمة تؤذي السمع .. كل كلمة تخز في القلب ألم .. كل تصرف يجرح أو يحزن النفس أو يؤلم الروح .. كان الصديق ينزع المسمار ثم يغرسه في مكان جديد ..
بعد فترة .. دعا الأول الذي لا يبالي .. الأول الذي لا يحسب ولا يعد .. الأول الذي يظن الزمن يمحو والدنيا تزيل والعمر يمضي وتنسينا الأول ..
انظر يا صديقي .. في كل كلمة تجرحني بها .. كنتُ أضع علامة على اللوحة .. بعد أمد أنزعها ثم أضعها على مكان آخر في اللوحة ..
هذه اللوحة .. هي قلبي .. وتلك الكلمات التي تغرسها أنت تباعاً .. هي المسمار الذي وإن حاولتَ نزله .. فإن أثره باقي !
شعوري يا صديقي مشاعل نور .. قد تطفئها بكلمة منك تظنها سهلة بسيطة تافهة لكنها تقع في النفس موقعاً عظيماً فتوجعني أياماً وتسهرني ليالي ..
شعوري يا صديقي أوراق بيضاء .. تمزقها بتصرف غريب منك .. أو تكتب فيها عبارة نابية .. ثم تظن الأيام تمسحها .. أصدقك يا صاحبي .. نعم تمسحها ولكن لن تمسح أثرها أبداً !
شعوري يا صديقي .. زجاج صافي نقي أملس .. قد تكسره فلن تستطيع بعد ذلك لصقه .. ولا تغييره !
شعوري يا صديقي .. نهر عذب .. وماء زلال .. لا تفسد طعمه بكلمات تنفر منها الأرواح ..
شعوري يا صديقي .. هو أنت !
فحافظ عليك في نفسي .. ولا تقتلها فتكون كقاتل نفسه !
والسلام ..
محمد الصالح
ليتني كالماء …
بلا طعم ..
بلا لون ..
بلا رائحة ..
أسقي الجميع ..
ويحبني الجميع
ليتني
الله يعطيك العافية عالشعوور الرائع والكلمات الجميلة.. بارك الله فيك