على مسافة 100 قدم تحت الأرض يعتبر هذا المكان غير مرجح لزراعة المحاصيل، حسناً .. هذا غير صحيح!
فقد قام إثنين من رجال الأعمال “ريتشارد بالارد و ستيفن درينج” بإنشاء مزرعة في ملاجئ متبقية من الحرب العالمية الثانية في جنوب لندن، حيث تبلغ مساحتها 2.5 فدان تقع في الظلام تحت الخط الشمالي بالقرب من محطة كلافام الشمالية.
يستخدم في هذه المزرعة مصابيح صمام ثنائي باعث للضوء منخفض الطاقة بدلاً من الطاقة الشمسية وهي مصدر ضوئي مصنوع من مواد أشباه الموصلات والتي تتميز بالعديد من الميزات فعمرها طويل وتتحمل الصدمات وبإلإمكان تشغيلها عبر التيار الكهربائي أو بطاريات صغيرة لكنها تحتاج إلى مصدر كهربائي ذو تيار ثابت، بالإضافة إلى نظام زراعة مائي متكامل لزراعة مجموعة من الأعشاب الصغيرة، والبراعم وخضروات مصغرة وأنواع أخرى.
قضى السيد بالارد والسيد درينج الأشهر الـ 18 الماضية بإجراء تجارب في هذه الأنفاق ومن المحتمل أن يتم أول إنتاج زراعي في مارس، حيث من المتوقع أن تصل هذه المحاصيل إلى المطاعم والمحلات التجارية في وقت لاحق هذا العام والتي تباع تحت اسم “Growing Underground”.
وسوف تشمل هذه المحاصيل مجموعة متنوعة من الأعشاب مثل براعم البازيلاء والجرجير والقرنبيط والثوم المعمر وأوراق الخردل والفجل والكزبرة والريحان، بالإضافة إلى خضار مصغرة قابلة للأكل كالطماطم والفطر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الكهوف الأرضية هي جزء من أنفاق كلافام الشمالية التي أنشئت عام 1942 وافتتحت للجمهور في يوليو 1944، وهي أنفاق مجهزة بالكامل من المطابخ والمرافق الصحية حيث شيدت لإستيعاب ما يصل إلى 8000 شخص ومع ذلك إحتشد بها اكثر من 12,000 شخص خلال الغارات الجوية على لندن في 24 يوليو 1944.